.. و«بور» تتحول إلى مدينة متفحمة يفوح منها رائحة الموت

  • 1/21/2014
  • 00:00
  • 10
  • 0
  • 0
news-picture

بور أ ف ب كانت بور عاصمة ولاية أعالي النيل في جنوب السودان تضم مليون نسمة قبل بضعة أسابيع، غير أن المعارك الدامية التي جرت فيها بين جيش جنوب السودان والمتمردين الموالين للنائب السابق للرئيس، رياك مشار، حوّلتها إلى مدينة من المباني المتفحمة تنتشر فيها رائحة الموت. وجلست أشين مابيو وماري يار تحت «ناموسية» في زاوية من مستشفى بور (200 كلم شمال جوبا)، وهما من الأشخاص النادرين الذين لم يغادروا هذه المدينة، لترويا المعاناة في ظل احتلال المتمردين عندما سيطروا على المدينة خلال الأسابيع الثلاثة الأولى من يناير الجاري. وكانتا في المستشفى عندما استولى المتمردون على المدينة، وقالتا إنهما تعرضتا للاغتصاب وحُرِمَتا من الطعام، وكانتا شاهدتين على جر مرضى خارج المبنى لإعدامهم. وكانت بور الواقعة على ضفاف النيل الأبيض عاصمة ولاية جونقلي، إحدى البؤر الرئيسة للنزاع الدائر منذ منتصف ديسمبر الماضي بين القوات النظامية في جنوب السودان الموالية للرئيس سلفا كير وتلك المؤيدة لنائبه السابق رياك مشار. واستعاد الجيش السيطرة على المدينة في 18 من يناير الجاري بعد أسابيع من المعارك التي دفعت مئات الآلاف من الأشخاص إلى الفرار وعرّض البعض حياتهم للخطر وعبروا النيل الأبيض المليء بالتماسيح. وقالت أشين مابيو (39 عاما)، الأم لسبعة أولاد والعالقة في المستشفى منذ المعارك الأخيرة، «لقد كُسرت ساقي لهذا السبب، كنت هنا». وأضافت «عاد المتمردون مراراً بحثاً عنا، نخاف أن يعود هؤلاء لاغتصابنا، لقد عاد كثيرون يبحثون عنا، كانوا يريدون قتلنا». وتؤكد جارتها ماري يار البالغة الأربعين من العمر، التي لا تزال تحت وقع الصدمة، أن أشين مابيو اغتُصِبَت من دون أن تقول شيئاً عما إذا تعرضت هي للاغتصاب. ويضاف إلى النزاع السياسي بين الجيش المدعوم من القوات الأوغندية والجنود المتمردين المتحالفين مع ميليشيا قبلية معروفة باسم الجيش الأبيض، خلاف إتني بين قبائل الدينكا التي ينتمي إليها كير والنوير التي ينتمي إليها مشار، وتتضاعف المذابح بين القبائل منذ اندلاع النزاع. وأشين مابيو من الدينكا، وهي عالقة في منطقة تقع تحت سيطرة متمردي النوير، وتقول إنها محظوظة لأنها لا تزال حية. وأضافت «قُتِلَ كثير من الناس هنا، قتل المتمردون حتى المرضى، رأيت أشخاصاً يُقتَلون وكنت أصلي لأن أبقى على قيد الحياة». وفي جناح الرجال، يؤكد أيور قرنق (59 عاما) أنه الناجي الوحيد، ويقول إنه لا يزال حياً لأنه ضرير، ما أثار شفقة المتمردين.

مشاركة :