شهد الفريق سمو الشيخ سيف بن زايد آل نهيان، نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية، أمس، بمقر كلية التقنية العليا (بنين) في دبي، حفل تخريج 92 من الطلبة المنتسبين لمبادرة «حلمي حياتي» في مرحلتها الأولى، التي تم تنفيذها بالتعاون والشراكة مع وزارة التربية والتعليم، وعدد من المؤسسات الوطنية. وأشاد سموه، بجهود الجهات الراعية، وحيّا الطلبة المشاركين في المبادرة، وحثهم على مواصلة التفوق والتحصيل العلمي، وكرّم سموه الجهات الداعمة للمبادرة، وفريق العمل، وكليات التقنية العليا، لجهودهم في دعم الحفل والمبادرة. وحضر الحفل وزيرة دولة لشؤون التعليم العام، جميلة المهيري، ووكيل وزارة الداخلية، الفريق سيف عبدالله الشعفار، وعدد من وكلاء الوزارات، وقائد عام الدفاع المدني في وزارة الداخلية، اللواء جاسم محمد المرزوقي، وعدد من كبار ضباط وزارة الداخلية، ومن المسؤولين، والهيئة التدريسية بمدرسة النخبة النموذجية، وأولياء أمور الطلبة. إنجاز غير مسبوق وقال القائد العام لشرطة دبي رئيس اللجنة التنفيذية لبرنامج خليفة لتمكين الطلاب، اللواء خميس مطر المزينة، في كلمة ألقاها: «نحتفل اليوم بإنجاز غير مسبوق، وهو (المستقبل الواعد) الذي رسمته لنا قيادتنا السياسية، التي استحدثت وزارة تعنى بالإعداد للمستقبل والعمل لأجيال المستقبل، لنحجز مكاننا بين الأمم المتقدمة، وفق منهجية علمية واضحة، ولتحقيق تلك الرؤية الثاقبة لحكومتنا، ونحتفي بكوكبة من أبنائنا الذين تشرئب أعناقهم نحو المستقبل، وهم مفعمون بالحب والولاء لدولتهم وقادتهم، معاهدين على خدمة وطنهم، كل وفق أحلامه ومقدرته، فهم عماد المستقبل والثروة الحقيقية التي يجب أن نستثمر فيها كل طاقاتنا ومواردنا، لأنهم من سيستلم الراية منا ومن سيحافظ عليها، وهم وصية والدنا المؤسس، المغفور له بإذن الله، الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، ومحل اهتمام ورعاية قيادتنا العليا». وأضاف: «منذ خمس سنوات انطلقت فكرة مبادرة حلمي حياتي، بتوجيهات الفريق سمو الشيخ سيف بن زايد آل نهيان، نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية، الذي كلفنا بإعداد برنامج وطني توعوي طموح لأبنائنا الطلاب، وأن يكون هذا البرنامج رائداً ومبتكراً وقادراً على التعامل الفعال مع التحديات المحيطة بأبنائنا، وأن يرتكز على محاور تعمل على بناء المواطن الصالح القادر على مواجهة تحديات الحاضر والمستقبل، ولذلك جاءت مبادرة «حلمي حياتي» رؤيةً جديدةً لبناء أجيال لديها الوعي الكافي بكيفية التخطيط الصحيح لمستقبلها، من خلال كم معرفي كبير لمختلف المهن الوظيفية وخصائص هذه المهن». كفاءة المبادرة وأكد المزينة: «الحرص على التأكد من مدى كفاءة المبادرة وكفاءة القائمين عليها من خلال تأسيس فريق لإدارة المبادرة من المعلمين والمرشدين المهنيين، الذين عملوا معنا تطوعاً، حيث قمنا بإجراء دراستين منفصلتين، من جهتين مختلفتين، للتأكد من صحة النتائج، وأظهرت النتائج الحاجة الملحة إلى مثل هذه المبادرات، ويكفي أن نذكر من تلك النتائج أن رضا أولياء الأمور عن المبادرة بلغ نحو 97%، في حين أن سعادة أبنائنا في الانتساب إلى هذه المبادرة بلغت 100%، ما يدل على ضرورة إيجاد برامج وطنية شاملة وقادرة على الاستجابة لتطلعات أبنائنا وأفراد مجتمعنا». وأشار إلى أن المبادرة حققت الأهداف، ومن أبرز النتائج المحققة؛ ارتفاع مستوى التحاور والتشاور بين أفراد الأسرة الواحدة حول اختيار المهنة أو كيفية تهيئة غرفة الطالب، لتتماشى مع طبيعة المهنة التي اختارها. الالتزام والانضباط وأوضح أنه تم التواصل مع أولياء الأمور والمعلمين مع ملاحظة تعديل توجهات وسلوكيات الطلاب إيجابياً من حيث الالتزام والانضباط ومراعاة قيم المهنة التي اختاروها، وارتفاع مستوى تحصيلهم العلمي، حيث شجعتهم الدافعية الذاتية على مزيد من التحصيل الدراسي الأفضل للاستمرار في تحقيق أحلامهم، فقد بلغ معدل المستوى الدراسي العام لطلاب المبادرة 91%. مشوار حلم وقال المزينة: «قد يعتقد البعض أن مشوار حلم أبنائنا الطلبة قد توقف عند هذه المرحلة الدراسية، من دون أن يكون للبرنامج خطة عمل منظمة ومنهج واضح واستراتيجية طويلة المدى، ولتحقيق ذلك فقد تم تصميم هذه المبادرة بحيث نضمن لها نتائج دقيقة يمكن من خلالها تطوير نموذج إماراتي رائد، فمن حيث الامتداد الزمني تم تصميم هذه المبادرة بحيث تستمر حتى عام 2021، وهو العام الذي تأمل الإمارات فيه تحقيق رؤيتها 2021، والذي يصادف وصول مسبار الأمل الإماراتي إلى كوكب المريخ، وكذلك حرصنا على توفير القيادات التربوية الواعية بأهداف المبادرة، وللدلالة على ذلك فقد شارك معنا مدير مدرسة «عمر بن الخطاب النموذجية» وعدد من قيادات المدرسة في إعداد وتصميم المبادرة، بحيث يكونوا واعين ومدركين للمهام والمسؤوليات والالتزامات التي يجب عليهم القيام بها عند تسلمهم هؤلاء الطلاب في محطتهم الدراسية الثانية». ودعا مديرو المدارس وكل القيادات التربوية والتعليمية تحديداً، إلى الاطلاع على هذه التجربة الوطنية الرائدة والتعرف على أهدافها وغايتها. وقدم الطلبة الخريجون نشيد «حلمي»، من كلمات الشاعر الدكتور عارف الشيخ، وعرض فيلم وثائقي عن مبادرة «حلمي حياتي»، كما اشتملت الفعاليات على تسلم مدير مدرسة «عمر بن الخطاب النموذجية»، جمال الشيبة، المرحلة الثانية من المبادرة، من مديرة مدرسة «النخبة النموذجية»، بشرى سالم. وقال المنسق العام لبرنامج خليفة لتمكين الطلاب، العقيد إبراهيم الدبل، إن المبادرة تعد إحدى المبادرات التنفيذية التي أطلقها برنامج خليفة لتمكين الطلاب، تنفيذاً لتوجيهات سمو نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية، كما تعد من المبادرات النوعية والرائدة محلياً بمعايير عالمية متميزة، لافتاً إلى أنه تم اختيار مدرسة النخبة النموذجية الحاصلة على تقدير امتياز لتطبيق المبادرة لتجد تجاوباً وتعاوناً من مدير المدرسة وفريقها للتدريب والإشراف، الذين وفروا الإمكانات اللازمة لإنجاحها رغم كل الصعوبات والتحديات التي واجهت فريق العمل على مدى خمس سنوات متصلة، ومن المخطط أن تستكمل المبادرة مرحلتها الثانية في مدرسة «عمر بن الخطاب النموذجية». 3 مراحل وذكر أن مراحل تنفيذ المبادرة شملت ثلاث مراحل، بدأت في العام الدراسي 2010/2011، وتستغرق 12 عاماً تنتهي عام 2021، حيث تمثل أول برنامج من نوعه عالمياً تتم دراسة أهدافه ونتائجه خلال هذه الفترة الزمنية، وأيضاً من حيث فكرته ومضمونه، مشيراً إلى أن المرحلة الأولى: تنفذ في المرحلة الابتدائية وتستغرق خمس سنوات تنتهي قريباً، والثانية تنفذ في المرحلة الإعدادية وتستغرق أربع سنوات، والثالثة تنفذ في المرحلة الثانوية وتستغرق ثلاث سنوات، وينتسب للمبادرة في دورتها الأولى حالياً 92 طالباً من طلاب مدرسة «النخبة النموذجية» بدبي، وتم اختيارها لكونها أفضل مدرسة حكومية حصلت على تقييم امتياز لسنوات عدة.
مشاركة :