الفلوجة - وكالات: كشفت تقارير منظمات إغاثية، وشهادات أشخاص نجحوا في الهروب من مدينة الفلوجة غرب العراق، التي تهاجمها القوات العراقية مسنودة بمجاميع من المليشيات، بهدف استعادتها من تنظيم الدولة، عن الظروف الكارثية التي يعيشها المدنيون المحاصرون فيها، حيث نقلت عنهم الـ"بي بي سي" أن المواد الغذائية نادرة الوجود بالإضافة إلى أن أسعارها بلغت أرقاماً فلكية، في حين تحدّث آخرون عن اضطرار الأهالي للشرب من مياه الأنهار وأكل أوراق الشجر. وتقول منظمات الإغاثة إن نحو 50 ألف شخص ليس لديهم طرق آمنة للخروج، ومن المرجح أن يقعوا في مرمى النيران. وذكر أحد المحاصرين في المدينة أن "ثمن كيس الطحين في المدينة وصل الآن إلى 850 دولاراً". فيما كانت عائلة تتغذّى على العشب أثناء محاولة الهروب التي استغرقت أربعة أيام، حسب بعض التقارير. وقالت كارولين غلوك، من مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين في بغداد: "هناك نقص شديد في الأغذية والأدوية في مدينة الفلوجة وبعض العائلات تبحث عن طعام في القمامة". وأوضحت أن "بعض الأشخاص وصل بهم اليأس إلى درجة الانتحار، وظهرت علامات الصدمة على الأطفال، وكانوا مرعوبين بشكل واضح". وأكدت غلوك أن المفوضية العليا للاجئين "تلقت تقارير تشير إلى أن عائلة مكوّنة من ستة أشخاص أمضت أربعة أيام مختبئة في أحد الأنهار، في محاولة للهروب من تنظيم الدولة، وأجبروا على أكل العشب" وختمت بالقول: "من الواضح للغاية أن الناس يواجهون مخاطر جمّة من أجل ترك الفلوجة، لكن هذا يؤكد مدى اليأس الذي وصلوا إليه". من جهتها قالت بيكي بكر عبد الله، من المجلس النرويجي للاجئين: "المدنيون يعيشون على التمر ويشربون الماء مباشرة من النهر". وأضافت: "يحدثونني أيضاً عن خطورة الهروب، إذ يفرّون في مجموعات تتكوّن من 15 أو 16 أسرة، غالباً حفاة القدمين، أثناء الليل وهم يحملون كبار السن والمرضى والأطفال". وتابعت: "على طول الطريق يتعيّن عليهم الاختباء في أنابيب الصرف الصحي الكبيرة ورفع الرايات البيضاء لكي لا تطلق النيران عليهم". وقال يان إيغيلاند، الأمين العام للمجلس: "هناك كارثة إنسانية في الفلوجة، فالأسر باتت في مرمى النيران ولا توجد أي وسيلة آمنة للخروج".
مشاركة :