صقور برزان .. إدمان على منطقة الأمان

  • 6/2/2016
  • 00:00
  • 3
  • 0
  • 0
news-picture

متابعة : صفاء العبد: ليس من جديد على مستوى فريق أم صلال .. فما حققه خلال الموسم المنتهي هذا لا يختلف كثيرا عن سابقاته .. فباستثناء مرتين كان حل فيهما بمركزين متأخرين هما العاشر في الموسم 2010 / 2011 والحادي عشر في الموسم الذي أعقبه ، فإن تواجده كان ينحصر عند المراكز من الخامس وحتى السابع ، ذلك اذا ما استثنينا أول موسمين له مع الكبار عندما حل بالمركز الثالث منذ صعوده لأول مرة الى الدرجة الأولى في الموسم 2006 / 2007 . وفي الحقيقة فإن هذه هي المرة الثانية التي يشغل فيها المركز الخامس بعد الأولى قبل ثلاثة مواسم الى جانب حلوله سادسا مرتين وسابعا مرتين أيضا وهو ما يعكس ما يمكن أن نسميه بـ" الإدمان " على التواجد في المنطقة الدافئة رغم كل ما سبق وأن حققه من نجاحات في سنواته الأولى مع الكبار وكان من بينها نجاحه اللافت في الظهور القاري الأول بدوري أبطال آسيا عام 2009 عندما وصل الى الدور نصف النهائي بعد أن تخطى فرق كبيرة تفوقه خبرة ومن بينها الهلال السعودي الذي أقصاه من دور الـ"16" واف سي سيؤول الكوري الجنوبي عندما أقصاه من ربع النهائي قبل أن يخسر بصعوبة أمام بوهانج الكوري الجنوبي بطل تلك النسخة من البطولة . عندما اقتحم المربع .. وهنا نقول إن "صقور برزان" لم يأتوا بجديد في هذا الموسم حيث تمسكوا بتواجدهم عند المركز الخامس في أغلب جولات البطولة ولم ينجحوا في القفز فوقه سوى مرة واحدة فقط وكان ذلك في الجولة التاسعة عندما اقتحموا مربع الكبار ليشغلوا المركز الرابع ولكن سرعان ما عاد الفريق ليتراجع الى مركزه التقليدي ويبقى عند بوابة ذلك المربع حتى النهاية . إحراج الكبار .. غير أن تواجد الفريق خارج حدود المربع الذهبي لا يلغي حقيقة أنه كان من بين الفرق التي قدمت عروضا جيدة في العديد من مبارياته خلال هذا الموسم .. وربما يكفي الإشارة مثلا الى أنه تبادل الفوز مع الجيش الوصيف عندما تغلب عليه ذهابا قبل أن يخسر أمامه إيابا .. بينما فرض التعادل على السد الثالث مرتين ذهابا وإيابا .. وتفوق على لخويا الرابع بفوزه عليه ذهابا وتعادله معه إيابا .. كل هذا إنما يعني أن الفرق الثلاثة التي تقدمت عليه خلف الريان لم تكن أفضل منه ، وأن ما جعله يستقر خارج المربع بفارق النقاط الثلاث هو بعض نتائجه مع الفرق التي تقف خلفه في الترتيب العام للبطولة حيث فقد ست نقاط بخسارته مرتين أمام السيلية السابع ، وفقد أربع نقاط بتعادله مرتين مع قطر الهابط ، وأضاع ثلاث نقاط بخسارته ذهابا أمام الخريطيات صاحب المركز الثاني عشر ، ونقطتين بتعادله ذهابا مع الوكرة صاحب المركز الحادي عشر ومثلهما بتعادله إيابا مع الخور العاشر .. كل ذلك إنما يعني أن الفرصة كانت متاحة بقوة أمام فريق أم صلال لأن يكون ضمن مربع الكبار هذه المرة خصوصا وأن الفاصلة بينه وبين هذا المربع كانت ثلاث نقاط فقط .. غير أن ما يشبه التراخي أو التهاون في بعض مبارياته مع الفرق التي تتأخر عنه في الترتيب كان هو السبب في ضياع عدد كبير من النقاط كما هو واضح أعلاه .. هذا ما فعله بولنت .. وقد لا نأتي بجديد عندما نقول إن الفريق كان قد عانى هذا الموسم من بعض التباين في مستواه بين مباريات وأخرى على الرغم من أنه كان قد أنهى كلا القسمين الأول والثاني وهو في المركز السادس لتكون المحصلة النهائية إشغال المركز الخامس .. وليس من شك في أن تباين كهذا يطرح تساؤلات بشأن مدى جدارة جهازه الفني أو قدرته على الوصول بفريقه الى ما يحتاجه من الاستقرار الفني .. نحن هنا لا نشكك بإمكانات مدربه التركي ايجون بولنت ، فكلنا نعلم بأن هذا المدرب يتمتع بإمكانات طيبة وسبق وأن أثبت ذلك في أكثر من مناسبة ، غير أن ما كنا ننتظره منه هذه المرة أكبر مما تحقق خصوصا وأنه كان يمضي معه الموسم الثالث على التوالي وهو ما كان يفترض أن يجعل الفريق أكثر استقرارا من الناحية الفنية .. غير أن الأمر لم يكن هكذا سواء على مستوى الأداء الذي كثيرا ما تباين بين مباراة وأخرى أو على مستوى النتائج أيضا .. متغيرات الشتوية .. وحتى على مستوى اختيار اللاعبين فإن واقع الحال كان يشير الى شيء من عدم الدقة بحيث اضطر الفريق لتغيير اثنين من محترفيه الأربعة خلال الانتقالات الشتوية فجاء باللاعب الأوزبكي تورسنوف بديلا للإيراني تيموريان ، وكذلك جاء بالمهاجم المغربي منير الحمداوي بديلا للفرنسي جيرمي اليادير .. وبغض النظر عن الإصابات أو غيرها فإن الأمر كان يعكس ما يمكن أن يسمى بقصر النظر في رؤية إمكانات هذين المحترفين ومدى قدرتهما على خدمة الفريق بالمستوى الذي كان يأمله الجهاز الفني .. ومع ذلك فإن الصورة قد اختلفت في القسم الثاني وخصوصا من خلال التعاقد مع منير الحمداوي الذي شكل إضافة مهمة فعلا للفريق خصوصا وأن ذلك تزامن أيضا مع انضمام عبدالقادر إلياس القادم على سبيل الإعارة حيث بات الفريق يمتلك ذراعا هجوميا ضاربا بوجود المغربي الحمداوي والإيفواري ساغبو الى جانب إلياس والمتألق إسماعيل محمود الذي يُعد من بين اللاعبين الجيدين الذين يمكن أن يتفوقوا فعلا على العديد من المحترفين .. غير أن كل هذه الأسماء لم تتمكن من أن تترجم إمكاناتها الهجومية والتهديفية بالشكل المناسب وهو ما تؤكده الأرقام التي تشير الى أن الحصيلة التهديفية للفريق لم تتجاوز ( 39 ) هدفا في ( 26 ) مباراة وفي ذلك ما يمكن أن يرسم علامة استفهام بشأن قدرة الجهاز الفني على الاستثمار الأمثل لمثل هؤلاء اللاعبين .. وفي كل الأحوال نقول إن ما حققه الفريق هذه المرة لم يكن سيئا لكنه في نفس الوقت لم يكن ملبيا للطموح على اعتبار أن المركز الخامس ليس جديدا على الفريق إذ سبق وأن بلغه مرتين مثلما أنه سبق وأن حقق أفضل منه عندما حل ثالثا في أول موسمين له مع الكبار .. لذلك فإن على إدارة الفريق وجهازه الفني الذي سيبقى بولنت على رأسه أن يبحث عن الأفضل خلال الموسم المقبل الذي سيكون صعبا جدا هذه المرة .

مشاركة :