نادي الربيع أحد أندية جدة الذي يحاول أن يجد له مكانًا بين أندية الغربية التي يشار إليها بالبنان، لكن ظروفه المالية تحول دائما بينه وبين ذلك، وعلى الرغم أنه أحد أقدم الأندية تأسيساً في جدة، ويحاول رئيسه الحالي أحمد البعداني أن يذلل الصعاب بكل ما أوتي من قدرة وفكر، خاصة ان اسم البعداني ارتبط ارتباطاً وثيقاً بالربيع،لكن هناك تفاصيل كثيرة ودقيقة ما زالت بعيدة عن الرصد الإعلامي في قصة هذا الكيان الرياضي.. «المدينة» حاولت معرفة الجديد والمزيد في هذا الحوار مع أحمد البعداني: • ما قصتك مع نادي الربيع؟ - أحد أندية الوطن في جدة ما كنت أتصور إني أكون رئيسه في يوم من الأيام، كنت سعيد وأنا رئيس نادي حي، والحمد لله الأمير سلطان بن فهد ويوسف فروان مدير مكتب رعاية الشباب بجدة وصالح الدعيج، وضعوا ثقتهم فيَّ، قابلت الأمير سلطان بن فهد حينما أخبروني بمقابلته، وتسلمت رئاسة نادي الربيع فورًا ودون تردد. تسلمت رئاسة النادي عام 1423 هـ، وكان ذلك على آخر الموسم ولم يكن لدي وقت لتعديل الأمور، ولكن السنة التي تلتها عملت إحلالًا بالاستغناء عن كل المجموعة الموجودة في نادي الربيع مع الإبقاء على بعض الأسماء، واستعنت بفريق الحي الذي كنت أرأسه «فريق البعداني» بجميع عناصره، وحققنا الدوري في تلك السنة، صعدنا إلى دوري الدرجة الثانية وكان منذ 37 سنة في دوري الدرجة الثالثة، بعد تحقيق درع الدوري. • متى مؤسس نادي الربيع؟ - تأسس نادي الربيع قبل النادي الأهلي، ويعد الثاني بعد الاتحاد، وعلى مر تاريخ ظل الربيع رافداً يمد الاتحاد والأهلي بالمواهب الكروية. • صعدت بفريق «حواري»؟ - نعم • لماذا فضلت فريق حي على لاعبي نادٍ قائم حتى وإن كان في الدرجة الثالثة؟ لأن فريق البعداني كان يملك آنذاك عناصر لديها الموهبة والتميز، ومستواهم أفضل من لاعبي النادي في ذلك الوقت، رآهم المدرب واقتنع فيهم، والمدرب هو الذي عمل تصفية ومفاضلة بين الأسماء، مر في تلك المرحلة 3 مدربين على الفريق أولهم محمد القرني، وهيب فقير والثالث حسن خليفة وهو صعد بالفريق للدرجة الثانية، وكان معه مجموعة كعلاء رواس مدرب الحراس، وفرنا لهم الضخ المالي، وكان الربيع قبل ذلك الوقت يفتقر للضخ المالي. • ما هي الإجراءات الأخرى التي اتخذتها للنهوض بالربيع والصعود؟ - أنشأنا ناديًا وغيرنا المقر من كيلو 3 في جدة إلى ملعب الصبان، أنشأنا ملعبًا مزروعًا وكل ذلك من جيبي الخاص. • كيف عرف الناس نادي الربيع؟ - كنت استغل المشكلات لتكبيرها على الصعيد الإعلامي، وكنت حريصًا على أن يتردد اسم الربيع بكثرة عبر الصحف، حتى عرف الناس أن هناك ناديًا اسمه الربيع. • ماذا حدث بعد ذلك؟ - بعدها بسنتين صعدنا درجة بنظام التصعيد، ولكن عدم توفر ملعب مخصص للتدريبات تسبب في هبوطنا للدرجة الثانية. • كيف كان الملعب سببًا رئيسًا في الهبوط؟ - أصاب الفريق الشتات، فمرة نلعب على ملاعب فرق الأحياء التي أحيانًا تعتذر عند وصولنا للملعب وكانوا موافقين قبلها، تدربنا على ملاعب ترابية، ومرات نستأجر ملاعب تجارية لإقامة التدريبات بمبالغ غالية، حتى إننا أحضرنا مدربًا برتغاليًا لتدريب الفريق، ولم يرق له الحال فغادر قائلًا لا أستطيع الاستمرار، أصبح اللاعب متشتتا والمدرب متشتتًا. وفي السنة التي تلتها وضعنا في الملاعب زاد سوءًا وكنا نستأجر ملاعب بمبالغ باهظة 200 ألف إلى 300 ألف ريال. • ماذا فعلت والنادي يعيش هذا الشتات بلا مقر؟ - كنا قاب قوسين من الصعود ولكن لم يحالفنا التوفيق، وهذا الموسم ذهبت للأمير عبدالله بن مساعد رئيس الهيئة العامة للرياضة لأشرح له المعاناة وأن الوضع أصبح لا يطاق فالميزانية 145 ألف سنويًا ولا تكفي حتى لتوفير الماء للنادي خلال الموسم، والوضع المالي صعّب قيادة النادي لبر الأمان. • لماذا لم تفكر في تقليص الألعاب للتوفير في المصروفات؟ - من الظلم أن ألغي بعض الألعاب خاصة أنها تأتي بميداليات للنادي، وفيها شباب طموحون، فعندما تكون متفوقاً بأي حق تحرم من ممارسة مواهبك. فعلى صعيد الألعاب المختلفة لدينا إنجازات وميداليات، فكرة التنس صعد درجة أولى، والتايكوندو والكاراتيه حققتا ميداليات ذهبية وفضية، وفي كرة الصالات نحن في المركز الأول، وكل الخير هذا بفضل الله ثم بفضل وقفة الأمير عبدالله بن مساعد. • ماذا كان قرار الأمير عبدالله بن مساعد وهل ساعدكم؟ - بالطبع ذهبت له فوجدت رجلًا حريصًا على الرياضة في المملكة، واعتبره بقراره أهدانا الصعود إلى دوري الدرجة الثانية، بعد أن أمر في حينه بأن يسمح لنا بالتدريب في الملعب الرديف بمدينة الملك عبدالله وأنا أهدي له الصعود. • هل تقدمت بطلب لتغيير اسم النادي؟ - نعم تقدمنا بطلب لسمو الأمير عبدالله بن مساعد لتغيير مسمى النادي، من الربيع إلى نادي جدة وجاءت الموافقة،، والأسبوع القادم سنرفع خطاباً لسمو أمير المنطقة الأمير خالد الفيصل على اساس أننا نغير اسم النادي إلى مسمى نادي جدة، وفيه موافقة عليه من أعضاء مجلس الإدارة جميعًا. وجدنا الدعم من الأمير عبدالله بن مساعد في تغيير اسم النادي، وهو من أبلغنا بضرورة عقد اجتماع لتغيير اسم النادي والرفع لأمير المنطقة. • من اقترح تغيير اسم نادي الربيع إلى نادي جدة؟ - أنا صاحب الاقتراح وأعضاء مجلس الإدارة جميعًا صوتوا بالإجماع عليه. • ما هو المردود الإيجابي حينما يتم تبديل اسم النادي إلى جدة؟ - يوجد أكثر من كيان يحمل اسم الربيع، والبعض يظنون أن النادي يتبع لإحدى الشركات التجارية، وأدى ذلك إلى عزوف الداعمين، مع العلم أنه لا علاقة للنادي بأي علامة تجارية، وحينما يكون النادي مرتبطًا باسم المدينة سيولد الشعور لدى أهل جدة بأن هذا النادي جزء من مدينتهم التي تستحق أن يكون هناك نادٍ باسمها. • هل حدد لكم موعد تسليم المنشأة؟ - مقاول المشروع يعمل ولكن ببطء شديد، أنا أبلغتهم في مكتب الهيئة العامة للرياضة في جدة وفي الرياض، وكل 3 أيام أو 5 أيام أمر على المشروع ولكنهم منعوني من الدخول عدة مرات كي لا أرى ما تبقى من العمل. • ألا يوجد لوحة مكتوب عليها مدة المشروع ومتى ينتهي؟ - للأسف غير موجودة، ولكن الأمير عبدالله بن مساعد متابع الموضوع تمامًا وحريص على الانتهاء من المنشأة، لأن جدة تحتاج إلى ملعب ثالث لاستيعاب الطاقة الجماهيرية الهائلة لها، ولعل الحضور الجماهيري في ملعب مدينة الملك عبدالله أكبر دليل على ذلك.