الأزهر يطلق خطة «لمواجهة التطرف»

  • 6/3/2016
  • 00:00
  • 1
  • 0
  • 0
news-picture

أعلن الأزهر أمس خطة لتطويره على مسارين هما «تحديث البيت من الداخل عبر تطوير مناهج التعليم وإعادة تأهيل الدعاة»، بالتزامن مع «تحديث آليات مخاطبة الخارج ومحاولة جذب ثقة الشباب»، خصوصاً عبر وسائل التواصل الاجتماعي. وقال شيخ الأزهر أحمد الطيب في مؤتمر صحافي أمس، إن «استراتيجية تطوير الأزهر تُعد أكبر حركة تطوير ذاتي، وتأتي من عالمية رسالة الأزهر الشريف ومنهجه الوسطي القويم الذي عمل على نشر ثقافة الوسطية والسلام والتعايش المشترك على مدار مئات السنوات، لكن هذه المرة عبر توظيف قنوات الاتصال الحديثة كافة وبخطط علمية مدروسة لتصحيح صورة الإسلام وإظهار قِيَمِه الإنسانية التي يدعو إليها العالم». وأشار إلى أن «الاستراتيجية الجديدة تأتي في إطار تحمل الأزهر مسؤولياته باعتباره المرجعية الأولى للإسلام في العالم، وتخاطب العالم بروح العصر وتستأصل الفكر المتشدد من جذوره». ورأى أن «الأيام أثبتت جدارة الأزهر بحمل أمانة الإسلام وتبليغه للناس من دون تعكير الانحرافات الطائفية أو المذهبية والمطامع السياسية الضيقة». ووفقاً لإيجاز وزعه الأزهر على الصحافيين، فإن استراتيجية تطوير الأزهر ترتكز إلى «انطلاقة قوية على صفحات التواصل الاجتماعي تستهدف الملايين حول العالم، وإطلاق برامج تلفزيونية دينية واجتماعية، إضافة إلى جولات داخلية وخارجية وقوافل سلام تجوب أرجاء العالم، كما سيتم عقد لقاءات مكثفة مع الشباب في الحدائق والمقاهي ومراكز الشباب». وأشار إلى وضع «أسس جديدة للقوافل الدعوية والوفود التي يتم إرسالها إلى الخارج كي تعكس الروح الحقيقية للإسلام»، لافتاً إلى «تطوير وتنقيح مناهج التعليم لتواكب تطورات العصر وتعكس القيم الحقيقية للإسلام، وتم استحداث كتاب يحمل اسم الثقافة الإسلامية لتصحيح المفاهيم المغلوطة، كما سيتم عقد دورات تأهيل مكثفة للأئمة والوعاظ، مع إطلاق مركز عالمي للرصد والفتوى الإلكترونية، وتطوير مرصد الأزهر لتصحيح المفاهيم المغلوطة بكل اللغات ومخاطبة المسلمين وغير المسلمين حول العالم، وإنشاء مكتبة إلكترونية شاملة لحفظ التراث والمخطوطات النادرة، ومركز إعلامي عالمي لمتابعة الأحداث أولاً بأول». وأكد الأزهر «منح مساحة أكبر لشباب الدعاة لتطوير الخطاب الديني ومنحهم الثقة في مواجهة خطاب التطرف والإرهاب، وإصدار مطبوعات تغذي الثقافة الإسلامية السليمة وتكافح الفتاوى التكفيرية التي تزرع الفرقة بين أبناء الأمة وتضلل الشباب». وأوضح الطيب في المؤتمر الصحافي الذي حضره كبار قادة الأزهر، أن هذه الاستراتيجية «ليست وليدة اليوم أو هي كل ما في الجعبةِ من آمالٍ وأحلامٍ نتمنَّى تحقيقها، فلا يزال هناك الكثير المُلقى على عواتقنا، وكان من المفروض أن تعلن منذ زمن لولا الظروف الصعبة التي مرت بها مصر. وهذه الاستراتيجية ليست نهاية المطاف، وهي تكتسب أهمية مضاعفة نظراً إلى حساسية التوقيت الذي يتمُّ إطلاقها فيه والذي انتشرت فيه صورة شوهاء عن الإسلام، تطمس تعاليمه السمحة، وتُروِّجه دينَ عنف يُشجِّع على الإرهاب، ما يمثل ظلماً بَيِّناً لأكثر من بليون ونصف البليون مسلم يمثلون ثاني أكثر الديانات انتشاراً على وجه الأرض». ونبه إلى أن «الأزمة الحالية هي الأخطر على الإطلاق، فهي تُمثِّل طعناً في الأسس السمحة التي يقوم عليها الإسلام وتُنفِّر العالم منه وتُصوِّره كما لو كان الوجه الآخَر للإرهاب». وأكد أن «الأزهر يقف بكل قوة إلى جوار مصر ويدعم هذا الوطن في مواجهة الكيانات الإرهابية التي عششت طويلاً على الحدود وتأمين مصر من شر هذه الكيانات». وأوضح أن «خطة تطوير الأزهر تخاطب المسلمين وغير المسلمين، داخل مصر وخارجها، فنحن نسعى إلى توعية المسلمين بحقيقة دينهم وتعاليمه السمحة التي نفخر بها، كما نستهدف غير المسلمين عبر كافة قنوات الاتصال الحديثة وبخطط مدروسة لتصحيح صورة الإسلام، وإظهار قِيَمِه الإنسانية التي يدعو إلى اكتشافها والإفادة منها».

مشاركة :