«مبروك النجاح»

  • 6/4/2016
  • 00:00
  • 1
  • 0
  • 0
news-picture

فاتني أن أبارك بالأمس للناجحين بكل فئاتهم، لكن المقطع الذي تحدثت عنه بالأمس دفعني للكتابة فور رؤيته، فأعتذر للجميع. نعيش اليوم فرحة النجاح، وهي غالبة في البيوت هذه الأيام، أمر لم يكن معتادا بهذا الشكل في الماضي. الرسوب كان موجودا وبقوة في مراحل الشباب التي عشتها، واستمر سنين إلى أن طغت مفاهيم مختلفة على السلوك العام لتفقد النجاح رونقه، وتفقد الطالب احترامه للمدرسة والمعلم والعملية التعليمية برمتها. ظهر الأخطر عندما تحول السلوك من الأبناء للآباء، فأصبحت نظرة الأسرة إلى المدرسة مختلفة، وأصبح البحث عن المدارس ذات المصداقية نادرا، وتحول الجميع إلى من يعطيهم أفضل النتائج بغض النظر عن المحتوى. هنا أصبح النجاح مضمونا، وأصبح الطالب يعتدي على المعلم الذي يحاول أن يؤدي عمله بما يرضي الله. لماذا نقيم الأفراح والليالي الملاح عندما ينجح أبناؤنا وبناتنا ــ خصوصا ــ من مدارس هم دخلوها أصلا لأنها تضمن لهم ذلك؟ سؤال أوجهه للجميع، وقد يكون للأمهات أقرب حيث تجاوزت حفلاتهن المعقول والمنطقي. إن السلوك الشخصي الذي يحاول كل واحد منا أن يأتي بالغريب والعجيب منه في هذه الحفلات، ما هو إلا مظهر آخر من مظاهر الوفرة، التي أسأل الله أن يديمها علينا ويرزقنا شكرها. لكننا مطالبون بحفظ النعمة، وهذا يستدعي محاصرة وإيقاف البذخ في هذه الحفلات بتبني سلوكيات أقرب لرضى الله والإسهام في المسؤولية المجتمعية. يمكن أن يقوم الناجحون بزيارات للمستشفيات أو الدور الاجتماعية أو مراكز الرعاية ليتعرفوا على أحوال من لم يحالفهم ذلك الحظ. يمكن أن يتصدق الآباء والأمهات بأموال الحفلات للأغراض الخيرية ويشركوا أبناءهم وبناتهم في ذلك، بجعلهم يختارون من تنفق هذه الأموال لمصلحته من الأفراد والمجموعات. يمكن أن تقام حفلات بسيطة في أماكن يتعرف فيها الناجحون على الفرص المتاحة لهم في المستقبل. إقامة الحفلات بنمط مختلف بعيد عن المفهوم السائد الذي يتسم بالبذخ والإسراف ممكن، والفرص والأفكار كثيرة، لكن الأهم فيها أن يشكر كل ذي نعمة ما أعطاه الله إياه، ويتذكر من هم أقل منه حظا في أوقات كهذه. الأمر الأهم في كل هذا هو أن تعتني الأسرة بتسجيل الأبناء والبنات في المدارس ذات المصداقية والمخرجات الأفضل ليكون للنجاح طعم حقيقي.

مشاركة :