أنهيت مقالي الذي كتبته الثلاثاء الماضي بمفادٍ واضح؛ بأنه ينبغي أن يتم التركيز على جانب التدريب في مجال الاستثمار في الأسهم ورفع مستواه وتكثيف مراكزه ومراقبة محتواه، وذلك لأجل تحقيق هدف تأسيس المستثمر التأسيس الصحيح، وأستكمل اليوم الموضوع بإيضاحات متعددة متعلقة في هذا الجانب. فما هو موجود من برامج تدريبية؛ هي للأسف ليست بذات المستوى المطلوب والمنشود، وكثير من تلك البرامج هي اجتهادات تطغى عليها صبغة الربحية، سواء أكان من يقوم فيها جهات تدريبية، أم من أفراد غير متخصصين التخصص العميق بأسواق المال، لأن غالبيتها تركز على التحليل الفني وتعطيه جل اهتمامها وتدخل المهتمين بالتدريب في متاهات الموجات وتفسيراتها، بالرغم من أن هذا التحليل ثبت في أكثر الأوضاع الحرجة بأنه لا يتناسب وسوقنا المالية، ولا يساعد على اتخاذ القرارات الاستثمارية الصحيحة كما هو حاصل مع التحليل الأساسي - Fundamental analysis –وهو التحليل الأساسي العميق بأهدافه وأساليبه ومراحله وظروفه ومتغيراته. صحيح أن الطموحات واسعة لتحقيق الأهداف المرجوة للسوق من استقرار ورفع لكفاءته من قبل هيئة السوق المالية، لكن لكي تصل إلى مثل تلك الأهداف عليها أن تولي جانب التدريب الأهمية القصوى أكثر بكثير مما هو حاصل الآن ، فهي ملزمة برفع مستواه بمحتواه، وأيضاً المنفذين له، ومراقبته، لذلك يفترض أن تقوم الهيئة بتوجيه الوسطاء المصرح لهم بالقيام بهذه المهمة على الوجه المطلوب، وأن تركز على أن يكون للوسطاء دور في دعم معرفة المستثمر العميل لديها وتنمية قدراته بوسائل التدريب، فالوسائل الإلكترونية المتاحة باتت تسهل للمستثمر أن يتلقى ما يفيده من وسائل تزيد من معرفته دون أن يتكلف عناء الانتقال من مكانه. إن تحقيق مثل ذلك، سيماثل ما هو قائم في الأسواق المتقدمة حينما اضطلع الوسطاء برفع جانب المعرفة في مجال الاستثمار في الأسهم، بل إن أحد الوسطاء هناك، قد أشار في شعاراته المتعلقة في الجوانب المعرفية لهذا الموضوع الحساس من الاستثمار حسب ما يقوله شعاره بأن : المعرفة إذا كانت هي القوة فنحن يمكن أن نساعد في جعل معرفتكم خارقة». بالتأكيد ذلك شعار لا يُجَهِل عملاءهم، بقدر ما يبتغي لهم الوصول إلى تحقيق أهدافهم عبر رفع معرفتهم، وبمجرد زيارتك للمواقع الإلكترونية للوسطاء المرخص لهم في المملكة،ستجد أن الغالبية العظمى منهم تركز على أن لديها إمكانية تنمية الأصول دون تنمية المعرفة للمستثمر عبر مزايا إتاحة التدريب له، وبالتالي رفع المعرفة لديه.
مشاركة :