الناصحون في السوشال ميديا

  • 6/4/2016
  • 00:00
  • 46
  • 0
  • 0
news-picture

في الآونة الأخيرة، ظهرت كثير من الحسابات الأبوية في السوشال ميديا، سواء في "تويتر" أو "سناب شات" أو "يوتيوب" أو غيرها. معظم هذه الحسابات تتعامل معك وكأنك لا تفهم ولا تفقه ولا تعرف شيئا! كمّ هائل من التلقين والنصائح والانتقاد. الواحد منهم يستشهد بآية قرآنية أو بحديث نبوي في كل رسالة يبعثها للناس، حتى لو لم تكن في محلها، لمجرد أن يعطيك انطباعا بأنه ولي الله المصلح بأسلوب صحوي "كاجول". ينتقد الناس وتصرفاتهم وعدم مبالاتهم بالأنظمة والقوانين ويصور "سنابة" وهو يقود سيارته غير آبه لا بالأنظمة ولا بالقوانين! وبعضهم تجده "يتبطح" بالاستراحة وحارم أهله وأخواته من "الروحة والجية"، ويتحدث عن حقوق المرأة! ويصور لك أنك متخلف ولا تفهم وأنه المُنقذ من براثن هذا التخلف. بعضهم مستعد أن يسيء إلى أهله الأقربين وعائلته وكل مجتمعة مقابل الحصول على الشهرة، ولذلك نشاهد مقاطع كثيرة تنتهك خصوصية الأم أو الأب أو الأطفال أو العائلة كلها بأسلوب رخيص ومهين. ومعظم هذه الحسابات تصور نفسها بأنها حسابات ملائكية وليست من البشر! ويندر جدا أن تجد أحدهم ينتقد نفسه أو ينتقد رسائل خاطئة قدمها للمجتمع. ثقافة أنا الإنسان "الكويس" وأنتم "رايحين فيها" أصبحت ظاهرة منتشرة في مجتمعنا، هو يريد أن يقول: أنا الكامل وأنتم النقصاء! نحن أمام كارثة أخلاقية، جيل كامل يعتقد أن ادعاء المثالية هي خير وسيلة للمثالية.

مشاركة :