باريس على غير العادة تتابع بانشغال ارتفاع منسوب مياه نهر السين بسبب الأمطار الغزيرة المتهاطلة عليها منذ أيام والتي تكاد تغمر تمثال الـ: زْوَافْ (Zouave) تحت جسر آلْمَا في قلب المدينة الذي يرمز إلى الإمبراطورية الفرنسية واحتلال الجزائر في القرن التاسع عشر. منسوب المياه في النهر غير مسبوق منذ عقود طويلة، وقد ارتفع قبيل منتصف الليل إلى أكثر من ستة أمتار عن مستواه المعتاد وغمر الضفاف ويهدد بإغراق أكثر من الضفاف. السلطات ضاعفت تدابير الوقاية وسارعت إلى إغلاق متاحف، على غرار متحف أُورْسِي (Orsay) والـ: لُوفْرْ (Louvre) ومحطات مِيتْرُو تحسبا للطوارئ التي قد تنتج عن توسع رقعة الفيضانات، لا سيما أن الأمطار ما زالت تتهاطل وقد تتواصل خلال الساعات والأيام المقبلة. لكن سرعة ارتفاع منسوب مياه السين بدأت، حسب السلطات المحلية، تتراجع خلال الساعات الأخيرة. الفيضانات لا تهدد باريس وأقبيتها وساحاتها ومواقف السيارات فيها فحسب بل طالت ضواحيها بمختلف بنياتها التحتية، بما فيها تضرر شبكة التيار الكهربائي، على غرار ضاحية فيلْ نوفَْ سانْ جورج (Villeneuve-Saint-George) الجنوبية التي أَغرَقتْ الفيضاناتُ شبكةَ طرقاتها وأصبح فيها التنقل يجري بواسطة الزوارق في مشاهد غير معهودة في المنطقة، وكذلك ضاحية مُولِين (Melun) وكورْبِيْ (Corbeil) المحاذيتيْن. الخسائر المادية كبيرة وتقدَّر بنحو ستمائة مليون يورو، وعمليات الإخلاء طالت عشرين ألفًا من السكان.
مشاركة :