هدف ذهبي دخل إلى التاريخ

  • 6/4/2016
  • 00:00
  • 1
  • 0
  • 0
news-picture

عندما يُذكر اسمها يخطر في البال حتما نهائي بطولة كأس العالم للسيدات أمريكا 2003 FIFA. بتسجيل الهدف الذهبي في الشوط الإضافي لمباراة النهائي ضد السويد خلبت نيا كونزر ألباب جماهير كرة القدم في ألمانيا كلها. فقبل دقيقتين من نهاية الوقت القانوني للمباراة دخلت هذه المدافعة بديلة للاعبة بيا وخلقت بعدها الفرق لصالح منتخب بلادها. مباشرة بعد نهاية اللقاء أوضحت تينا ثوينه مدربة المنتخب الوطني والمتوجة آنذاك باللقب العالمي بخصوص تغييرها الحاسم قائلة "أدخلت نيا لتعزيز الأمان أمام الدفاع لأنها كانت اللاعبة الأكثر طراوة". أنجزت كونز المهمة بشكل عظيم حيث أفلحت باستغلال المساحة أمامها. قبل هدفها حصلت على فرصة تسجيل الهدف الذهبي عندما سددت وهي خالية من الرقابة نحو مرمى كارولين يونسون غير أنها فشلت في هزيمة حارسة المنتخب السويدية وهز الشباك. إلا أن اللاعبة البالغة وقتها 23 سنة لم تفقد الأمل وحاولت مجددا ليحالفها النجاح في نهاية الأمر. ففي الدقيقة الثامنة من الشوط الإضافي الأول نفذت ريناتي لينجور ركلة حرة بشكل جيد من الجهة اليمنى نحو منطقة العمليات. وفي حدود نقطة الجزاء كانت كونز في الانتظار وقفزت عالياً وضربت برأسها الكرة التي استقرت أسفل العارضة في الشباك حاسمة بذلك اللقب العالمي الأول للمنتخب الألماني. وعلى مدى عشر سنوات حُسمت العديد من المباريات في البطولات الدولية الكبرى عن طريق "الهدف الذهبي." والبعض منها مازال راسخاً في ذاكرة كرة القدم العالمية. وبغضّ النظر عن الأصوات المساندة أو الرافضة لهذه القاعدة لكن الأكيد أنها كانت وراء لحظات عاطفية تفجرت خلالها فرحة عارمة واحتفالات جنونية. جنون الهدف الذهبي كونزر كذلك عاشت تلك اللحظات العاطفية بعد صافرة النهاية حيث صرحت قائلة "كنت في أول الأمر مرتبكة ولم أكن أعرف ماذا يحدث. لم أكن أدرك ذلك حينها لأن ضربتي الرأسية لم تكن في الواقعة محكمة بما يكفي. لكن بعد ثانيتين أو ثلاث تهافتت علي اللاعبات الأوليات وعانقنني، عندها تبين لي أننا أصبحن بطلات العالم. كانت لحظة لا توصف، فتسجيل هدف حاسم للفوز باللقب العالمي يحمل دائما دلالة كبيرة. لم يكن مهماً بالنسبة لي من تسجل الهدف، أن أكون أنا من سجلت ويكون هدفاً ذهبياً هو أمر جنوني". بعد مرور 13 عاماً لم يفقد الهدف الذهبي الذي سجلته كونز شيئاً من سحره وحتى في الوقت الحالي مازال الناس يتحدثون مع هذه اللاعبة الدولية السابقة المولودة في بوتسوانا عن تلك اللحظة التاريخية. فهل هو وضع مزعج بالنسبة لك؟ ردّت عن هذا السؤال في حوار مع موقع FIFA.com بالقول "لا، على الإطلاق. سيكون ذلك خطأ ووقاحة. كانت فترة جميلة في حياتي. هذا نجاح أعتز به. هناك حكايات صعبة كان علي التعامل معها مثل الإصابات التي تعرضت لها". نجاحٌ وجد مكان له في كتب تاريخ كرة القدم. هدفها ضد السويد كان آخر هدف ذهبي على الإطلاق وهو ما يجعله بذلك هدفاً تاريخياً بكل المقاييس. أفصحت بهذا الخصوص "في تلك اللحظة لم أفكر في شيء على الإطلاق ولم أكن أتوقع أنه وحتى بعد مرور 13 عاماً سيكون هناك من سيثير معي موضوع هذا الهدف. يعتبر ذلك مميزاً بالنسبة لي طالما سيبقى ذلك عالقاً في الأذهان. ويُظهر ذلك القيمة التي تتمتع بها كأس العالم". "مجال للتطور" لم تخض كونزر بعد النهائي المثير الكثير من المباريات بقميص منتخب ألمانيا للسيدات. ففي 15 نوفمبر/تشرين الثاني من نفس السنة وخلال الفوز المحقق على حساب البرتغال بنتيجة 0:13 ضمن التصفيات المؤهلة إلى البطولة الأوروبية لعبت لآخر مرة مع ألمانيا وأعلنت في عام 2006 نهائيا عن نهاية مسيرتها مع المنتخب الوطني. وبعد موسم 2007/2008 وضعت ابنة السادسة والثلاثين التي تعرضت أربع مرات لتمزق في الرباط الصليبي حداً لمسيرتها الكروية على مستوى الأندية. وترى كونزر التي تعمل كذلك كمحللة تلفزيونية أن كرة القدم النسائية شهدت تغييراً كبيراً. وختمت حديثها قائلة "أصبحت اللعبة عموماً أكثر سرعة واللاعبات صرن أقوى بدنياً. زد على ذلك أنهن يحصلن على تكوين فني أفضل. وهذا يحدث بالموازاة مع تطور كرة قدم الرجال التي تعتبر أقدم بكثير. تتقدم الكرة النسائية بخطوات ثابتة وتزداد جاذبية. في الماضي كانت المباريات بطيئة ينطبق هذا أيضاً على كرة قدم الرجال خاصة إن قارنا نهائي البطولة العالمية 1954 ونهائي دورة 2014. وهكذا تطورت كرة القدم النسائية كثيراً في فترة أقصر. ستتحسن الظروف العامة وحتى وسائل الإعلام ستهتم بها أكثر رغم أن هناك دائماً مجال للتطور".

مشاركة :