غالباً ما يواجه المعلمون وأولياء الأمور الحركة المفرطة لدى الطلاب وتشتت انتباههم، وتظهر ما بين 5-11 سنة أي في المرحلة التمهيدية والابتدائية، وتزيد نسبة الحركة الزائدة لدى الذكور بمعدل ثلاثة أضعاف عن الإناث. حيث يتطلب التعاون بين كل من المدرسة وأولياء الأمور والمرشد الطلابي لمعالجة الطالب وتعديل سلوكه واستبدال طاقاته المزعجة بطاقات إيجابية عن طريق استثمار المعلم لهذه الطاقة والحركة داخل الصف بتعزيز الجهود المبذولة وتوفير ما أمكن من وسائل حديثة وأساليب عصرية متطورة واستخدام مصادر جاذبة لاستيعاب وفهم المواد الدراسية وتغيير روتين الحصص الدراسية وإطلاق العنان للطلبة لتفريغ طاقاتهم عن طريق الأنشطة والرحلات والمعسكرات تحت إشراف المختصين والمشرفين، لرفع الروح الإيجابية وتحريك الطاقة الكامنة في نفوس الطلاب وإخراج الفوضى والسلبيات السلوكية من حياتهم. قال الدكتور خليفة المحرزي رئيس المجلس الاستشاري الأسري: لا شك أن من أبرز المهارات والأدوات التي ينبغي على المعلم التربوي أن يمارسها خلال تعامله مع الأنماط المختلفة ولكي يسهل عليه استيعاب كافة الممارسات والانفعالات الصادرة من الطلاب، مهارة الضبط الانفعالي للقدرة على التعامل مع كافة المواقف التي من الممكن أن تكون مصدر إزعاج في ظاهرها ولكن تحمل الكثير من السلوكيات اللا واعية وغير إرادية ومنها النشاط المفرط الذي يدفع بصاحبه للقيام بالكثير من الحركات غير الإرادية وغير المتعمدة، وقد تسبب حالة من التوتر والانفعال لدى المعلم. وأكد أن هذه الظاهرة تكاد تكون شبه منتشرة لدى فئة واسعة من أبناء المجتمع حيث تشير الدراسة إلى ارتفاع نسبة الأطفال ذوي النشاط المفرط من البيئة المدرسية أو المنزلية، ويجهل خلالها الكثير من المعلمين وأولياء الأمور كيفية التعامل معهم لنقص الوعي والإدراك لدى بعض الأهل والمعلمين، وقلة الإدراك للتعامل الإيجابي معهم. إن أبرز الآثار التي يمكن أن تنعكس على تلك الفئة في حال إحساسها بالكبت أو التضييق على حركتهم ونشاطهم هي ردة الفعل التي تتسم بالغضب الشديد وتصل إلى أعلى درجاتها إلى العدوانية والإيذاء الجسدي واللفظي، وعندما يشعر الطفل بأنه يتعرض لسلسلة من الأدوات التي تقيد حريته ويجد نفسه محصورا أمام مكان معين سيشعر بالتوتر والخوف، وهذا بدوره كفيل بإيجاد المزيد من الآثار النفسية والسلبية والتي تتشكل في عدد من الممارسات من التجريح والإيذاء. توفير الاهتمام والعناية الكاملة ومن جانبها قالت الدكتورة هالة إبراهيم الأبلم أخصائية نفسية وتربوية: النشاط المفرط والحركة الزائدة التي تشتت الانتباه لدى الأطفال هي مشكلة كبيرة إذا لم نتعامل معها بالشكل السليم، لذا يجب على الأهل والمدرسة التعاون مع بعضهما لأن دورهما مكمل للآخر، وأول خطوة على الأهل أن يفحصوا ابنهم الذي يعاني من فرط الحركة للتأكد من الدرجة التي يعاني منها، فهنالك درجات بسيطة يمكن أن يتم ضبطها عن طريق تعديل سلوكه وحياته وإشغاله بالأنشطة الرياضية أو القيادية بمشاركته في معسكرات صيفية، وفي حال كانت الدرجة عالية يجب أن يتم علاجه عن طريق مختص أو خبير، ليستطيع إكمال حياته بطريقة طبيعية، ويجب إعلام المدرسة للحرص على توفير الاهتمام والعناية الكاملة والحرص على زيادة ثقته بنفسه وبعلاقاته مع زملائه داخل الفصل بمشاركتهم الأنشطة والأعمال الفنية واليدوية، التي تساعده على خلق الإبداع وتنمية مهارات معينة لديه، وتجنب نقده أو الضغط عليه أو تجاهله، بل تقديره وتحفيزه والثناء عليه ليستجيب الطفل وتقترب المسافة العاطفية بينه وبين معلمه وزملائه. مراقبة تصرفات وسلوكيات الطالب من جهتها قالت عائشة أحمد الحويدي رئيسة اللجنة النسائية في جمعية الشارقة الخيرية ومستشارة أسرية: يجب على المدرسة وأولياء الأمور اتباع أساليب مشتركة داخل المدرسة والبيت لمساعدة الطفل ذي الحركة المفرطة والعمل على تأهيل تصرفاته وتنظيم وقته، حيث تختلف سمات وأعراض الأطفال ذوي الحركة المفرطة من شخص لآخر، لذا يجب عرض الطفل على مختص ذي خبرة وبناءً على النتيجة التي سيعرضها المختص نقوم بوضع قوائم وجدول ونقوم بمراقبة تصرفات وسلوكيات الطفل عن كثب وتقييمها. وأضافت: يجب على المعلم أن يكون مؤهلاً للتعامل مع الطفل ذي الحركة الزائدة ويخضع للعديد من الدورات التدريبية وورش العمل، لأن الطفل في هذه الحالة يحتاج لشخص يفهمه ويقدره ويعامله بطريقة إيجابية تعزز ثقته بنفسه، ويقدم له التشجيع والمديح المستمر تزيده من الحماس والتركيز، ومن الممكن تدوين كل تقدم وتطور أو ملاحظات لدى الطفل وعرضها على الأهل للتركيز على كافة إنجازاته، وغالبا ما يصاحب النشاط المفرط لدى الأطفال صعوبة في التعلم والحفظ بسبب سهولة تشتت انتباههم، وعدم قدرتهم على التركيز أو الانتباه على أمر ما لأكثر من مدة معينة، فعلى المعلم أن يقوم بتكثيف جهوده المبذولة والعمل على خلق بيئة صفية جاذبة تلفت الانتباه، وخلق ابتكارات وإبداعات من خلال الألوان والرسوم ليجد الطفل متعة وفائدة في التعلم. يزيد لدى الذكور جمال برهام مشرف قسم البنين في مدرسة الكمال الأمريكية يقول: تتطلّب معالجة الأطفال المصابين بهذا الاضطراب التعاون بين كل من الطبيب والوالدين والمعلم والمرشد الطلابي وذلك بتوظيف وسائل العلاج المختلفة منها العلاج الطبي، حيث يتم ذلك في العيادة الطبية حيث يفحص الطفلُ من قبل طبيب الأطفال أولا للتأكد من سلامته السمعية وخلوه من الأمراض المعدية أو غيرها ومن ثم يحال إلى الطبيب النفسي أو طبيب الأمراض العصبية وهو بدوره يحصل على أكبر قدر ممكن من المعلومات عن طريق الوالدين والمدرسين والمرشد الطلابي ومن كل من له علاقة مباشرة في التعامل مع الطفل، حيث يزيد انتشاره لدى الذكور بمعدل ثلاثة أضعاف عنه لدى الإناث، ولا ينتهي دور المدرسة فقط في مساعدة الطفل بل توجه وترشد الوالدين وتقدم له التوجيهات العامة في كيفية التعامل مع الطفل داخل المنزل. وأكد أن المعلم له دور كبير وفعال في فهم احتياجات الطالب وكيفية التعامل معه للحد والتقليل من معاناته داخل الصف، ويجب على كل معلم فهم هذه المشكلة وإيجاد الوسائل العلمية لاستثمار الطاقة الزائدة داخل الصف الدراسي بإشراك الطالب في بعض المهام مثل مسح السبورة، ترتيب المقاعد، وتشجيعه على الرجوع إلى مقعده من خلال المدح والتحفيز المعنوي مع توزيع الهدايا بين فترة وأخرى، واستخدام الوسائل التعليمية الملفتة للنظر، ومنها الخرائط الملونة والبطاقات المزودة بالأصوات، ويطلب منه تقليدها واستخدام القلم الليزر للتوضيح، ويمكن اصطحاب الأطفال في جولة أسبوعية كنوع من التحفيز والاستفادة من حركتهم الزائدة في استكشاف المعلومة.
مشاركة :