يبدو أن هناك تفهّمًا أكبر ووعيًا أكثر لدى جـمهور الناس في الـمجتمع السعودي حول الـمعاناة الـموسـمية التي يتعرّض لها كثيرون أثناء تـمتعهم بأداء العبادات وقيامهم بالـممارسات الاجتماعية خلال شهر رمضان المبارك، وحقيقة تغيـّر الأنـماط الاجتماعية بشكل حاد ومفاجئ وجذري، وطرق تناول الطعام والتنوع الكبير والكميّات الهائلة للسعرات الحرارية الـمُـتناولة خلال ساعات الإفطار، وما يتبع ذلك من اضطرابات الهضم والتمثيل الغذائي، وبـخاصة لدى من يعانون أصلا من أمراض مزمنة واضطرابات في النوم والـمزاج. ومن أبرز ما يواجهه أغلب الناس في شهور الإجازة الصيفية وموسم رمضان المبارك، اختلال الساعة الحيوية للجسم، ومضاعفات الحرمان الحاد والمزمن من النوم السليم، ورداءة وتقطع النوم خلال ساعات النهار، إضافة إلى زيادة النعاس وقلة التركيز أثناء النهار. كما من الضروري التنبه أن عددًا من أعراض اضطرابات المزاج التي تصيب بعض الناس خلال نـهار رمضان تظهر كنتيجة لاضطرابات النوم الـمذكورة أعلاه، إضافة إلى غيرها من الأسباب. وأظهر استطلاع للرأي بـموقع «تويتـر» اتفاق (61%) من الـمشاركين (وعددهم 1934 مشاركًا) على رغبتهم في العمل بداية من ساعات مبكرة من النهار إلى قبل صلاة الظهر، عوضًا عن الساعات التقليدية خلال رمضان والتي تبدأ من الساعة العاشرة صباحًا إلى الثالثة بعد الظهر، ومن هنا، أكرر اقتراحي بتجنب التغييـر الـحاد في ساعات العمل الرسـمي الـمرتبطة بشهر رمضان، لتبدأ من ساعات الصبح الباكر (وكمثال: من الساعة 6 صباحًا إلـى 11 قبل الظهر) لترك مـجال للقيلولة أو النوم أو التبضع قبل موعد الإفطار، ولتقليل مُدة التعرض لشمس الصيف الحارقة، وتشجيع الصائمين على استيفاء معظم ساعات نومهم الـمطلوبة خلال ساعات الليل توافقًا مع الفطرة السليمة، كما أقترح أيضًا عدم تأخير صلاة العشاء والتراويح بـحيث تنتهي قبل الساعة 10 مساء، لاستزادة من يريد من صلاة القيام والنوم لساعات مناسبة بالليل، ثم الاستيقاظ لتناول السحور قبل صلاة الفجر. من الضروري معرفة أن الأنـماط الاجتماعية في عامتها تتبع سلوكيات يـمكن للإنسان أن يطـوّعها ويتأقلم عليها حين اجتماع الناس عليها والتزامهم بـها تـحت مظلة قوانين رسـمية تُـراعي الـمصلحة العامة، وتعمل على مساعدتـهم على تـجنّب اضطرابات السلوك، فبعض الـمجهودات التوعوية قد لا تُجدي نفعًا إن لم تدعمها أنظمة اجتماعية تشجع الناس على تغييـر سلوكياتـهم للأفضل. abkrayem@gmail.com
مشاركة :