توالت السحب هذا العام على منطقة الحدود الشمالية لتروي سهولها وأوديتها وفياضها، ولتستفز جمال الطبيعة التي أظهرت سحرها بالخضرة والورد والهواء النقي كنقاء نفوس أهالي المنطقة الطيبين.. هذا العام شدت رحال المتنزهين وهواة التخييم في البراري إلى المنطقة ونزلت قوافلهم حول قرية «الخشيبي» الواقعة قرب الطريق الدولي دون استعداد منها لكثافة الزوار الذين اختاروا السهول والفياض القريبة منها لقضاء إجازة نصف العام الدراسي من السعوديين وبعض دول الخليج. فالقرية رغم كثرة عدد سكانها مقارنة بالمراكز والقرى المجاورة تنقصها كثير من الخدمات الحكومية، وتعاني سوء التخطيط الذي يعتبر ملازماً لمراكز وقرى المنطقة الحدودية. فالخدمات الصحية متواضعة، والخدمات البلدية شبه معدومة، والدفاع المدني غائب، مع نقص شديد في الخدمات الأخرى حتى البترولية من وقود وغاز. ويلاحظ العشوائية في البناء الذي يعطي مؤشراً غير إيجابي لرواد الطريق الدولي من أجانب وكأن تلك المناطق هي خارج نطاق التنمية. الجانب الإيجابي هو طيبة أهالي القرية وأريحيتهم التي خففت معاناة من تضرروا من الأمطار التي هطلت على المنطقة يوم الجمعة الماضي وعلقت سياراتهم في مجاري السيول حيث تقاسموا معهم المنزل والزاد والكساء. وسدوا جزءاً من النقص في خدمات الدفاع المدني (بالفزعة) في حدود المقدرة. يبقى القول إن على المتنزهين واجب الحفاظ على نظافة البيئة وعدم تلويثها بالمخلفات التي يشتكي منها أبناء المنطقة، وعبّر كثير منهم عن امتعاضهم خاصة مربي الماشية حيث تتسبب بعض المخلفات بإصابة ماشيتهم بالأمراض ويطالبون بفرض جزاءات وغرامات على المخالفين.
مشاركة :