بتوجيهات من صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، وفي إطار الحفاظ على التراث الثقافي في العالمين العربي والإسلامي، قام فريق من الخبراء والمختصين من المركز الإقليمي لحفظ التراث الثقافي في الوطن العربي «ايكروم الشارقة»، بزيارة مدينة سواكن بالسودان، في مهمة رسمية، لإعادة إحياء المدينة وتأهيلها لحفظ تراثها الطبيعي والإنساني، وتنمية المجتمع المحلي، وتعزيز السياحة الثقافية والطبيعية، كما تمت مناقشة الإجراءات التي ستقوم بها الجهات الرسمية السودانية من أجل تسهيل أعمال الحفظ والتأهيل. وتم وضع مقترح لخطة عمل شملت تنفيذ أعمال حفظ وترميم معالم طريق الحج، منها بوابة المدينة وسورها، ومبنى الحامية، والمسجد المجيدي، والمدرسة الأميرية، والزاوية الصوفية، وجسر مدخل الجزيرة، وبعض المباني بها. كما تم الاتفاق على تحديد حرم المنطقة التراثية ووضع لوائح توجيهية لحفظ وترميم المباني التاريخية من أجل ضمان تدخل سليم لا يتعارض مع المواثيق الدولية، ويدعم ملف إدراج الموقع على لائحة التراث العالمي. وبمناسبة الاحتفال بسنار عاصمة الثقافة الإسلامية 2017، سيتم تجهيز مبنى الجمرك في الجزيرة الذي تم ترميمه أخيراً واستخدامه كمتحف لتاريخ المدينة وتراثها الشعبي، يعرض فيه مشروع إحياء المدينة، إضافة إلى تدعيم بعض المباني المتصدعة من أجل وقف تدهورها، وتدريب الكوادر السودانية على أعمال الترميم من خلال برامج المركز. وتتمتع سواكن بقيمة تراثية استثنائية كمعبر للنشاط البشري من الجزيرة العربية إلى إفريقيا وطريق للحج من غرب إفريقيا إلى الأراضي المقدسة، وقد تمازجت فيها ثقافات عدة من آسيا وإفريقيا والمتوسط وأوروبا، وتجسد هذا التمازج في تنوع عمارتها، ما أنتج ما يعرف بعمارة البحر الأحمر، كما تميزت بحرفها التقليدية وثقافة سكانها.
مشاركة :