انطلقت قبل أيام حملة «إحنا أهل» التي تنظمها وزارة العمل والتنمية الاجتماعية، من خلال مجموعة من لجان التنمية بالمنطقة، ومن أهدافها- حسب ما ذكرته الوزارة- ردم الهوة بين طوائف المنطقة وبناء جسور الثقة والتواصل، وتبيان أن العلاقة الموحدة للمنطقة هي الوطنية والانتماء للوطن، ونشر فكر التعايش بين أبناء المنطقة وتقبل الآخر مع الاختلاف، إضافة إلى بيان أن ما حدث من اعتداءات لا يمثل أبناء الوطن ولا يمثل الطائفتين، يأتي ذلك مع اقتراب الذكرى الأولى لعدد من الحوادث الإرهابية في المنطقة، التي كان يهدف منفذوها إلى نشر الفتنة بين أبناء المجتمع. تستمر الحملة أربعة أسابيع، يتخللها الكثير من البرامج والأنشطة والفعاليات والتغطيات الإعلامية، وتسعى للوصول إلى كل بيت- حسب تصريح المشرف العام على الحملة الأستاذ فهد الفهد- باعتقادي أن هذه الحملة تعتبر من أهم الحملات، فليس هناك أهم من حملة تهتم بوحدة الوطن وأبنائه من مختلف الطوائف، حملة تتعامل مع الواقع وتفسره كما هو، حيث توجد اختلافات إلا أننا يجب أن نتعايش معها، لا أن نتقاتل بسببها، إنها حملة تتعامل مع الأصل قبل أن يتحول إلى مشكلة نعمل على مواجهة أعراضها، وتبقى كغيرها من الحملات، تستمر لفترة ثم تنتهي، ولكن لا بد أن يبقى أثرها، ويستمر مفعولها، فهي تثير دفائن عقولنا، وتوقظ أذهاننا إلى ما جُبلنا عليه من عقود، من مظاهر الألفة والوحدة والتعاون والتشارك في كل شيء، من دون النظر إلى طائفة أو مذهب، باعتبارنا أهلا، وهذا هو ديدن الأهل، هذا ما تستهدفه الحملة وهذا ما نأمل أن ينعكس على سلوك كل مسئول في أي دائرة، فلا فرق بين مواطن أو آخر في جمعية أو ناد أو وزارة أو مؤسسة أهلية، فالتفرقة يجب أن تكون مرفوضة، ويجب أن نقف جميعنا تجاهها ونرفض أي مظهر من مظاهرها مباشرة، حتى نعود كما كنا، فتكون الألفة جزءا من سلوكنا، وما عدا ذلك يكون أمرا شاذا، عندها تنتفي مظاهر الكراهية والبغضاء باختفاء تلك السلوكيات، ولن يجد تكفيري أو إرهابي حاضنة له يعشش فيها، وبالتالي لن يكون قادرا على القيام بأي عمل يستهدف من خلاله أمن واستقرار الوطن، عبر دعوة طائفية مقيتة وباطلة، فإذا اقتلعنا بذور التفرقة تلك، فلن يكون هناك من مجال لتطور حالة التفرقة والبغضاء ومن ثم وصولها إلى مرحلة الإرهاب والتفجير. وتبقى هناك مسألة مهمة لدعم هذه الجهود العظيمة للحملة، لابد أن يتزامن مع الحملة إيقاف كل فرد يعمل على خلاف توجهاتها، فلا يمكن أن تبني الحملة، ويقابلها العشرات من الهدّامين، على صفحات الانترنت أو الخطب في المساجد، لا بد من إيقافهم، لكي تؤتي هذه الحملة أًكلها، ويظهر نتاجها وثمرها، وحيث إن على رأس هذه الحملة صاحب السمو الملكي الأمير سعود بن نايف بن عبدالعزيز أمير المنطقة، فإننا واثقون من أنه لن يسمح بعد اليوم بما يعكر صفو هذه الحملة، ويتناقض مع أهدافها، حماية لهذا الوطن، نسأل الله التوفيق للحملة والأمن والأمان لوطننا، إنه ولي التوفيق.
مشاركة :