تحيط أنواعٌ كثيرةٌ من الجراثيم بالبشر، معظمها غير ضار، لكن هناك ما يسمى بكتيريا مسببات الأمراض، التي يتضح من اسمها آثارها، والتي يجب علينا تجنبها. قامت الصحافية في موقع Buzz Feed كارولين كي، بفحص هواتف زملائها، لكن هذه المرة بشكل غير معتاد، حيث ركزت على الكشف عن الجراثيم التي تعيش على هواتفهم الجوالة . كارولين قامت بسحب 20 عينة من هواتف زملائها من أجل الكشف عليها في مختبر الميكروبات بالمركز الطبي في جامعة كولومبيا بنيويورك بحسب ماجاء في موقع هافنغتون بوست. وقامت الدكتورة سوزان ويتير بتحليل العينات في آجار، وهي مادة شائعة الاستخدام في المختبرات تستخدم لتغذية الجراثيم والمحافظة عليها داخل أطباق بتري. انتظرت كارولين وويتير 3 أيام حتى تنمو الجراثيم داخل الأطباق وتصبح ظاهرةً للعين المجردة، بعدها فحصت ويتير العينات لمعرفة أي أنواع من الباكتيريا والفطريات والعفن التي تعيش على هاتف الشخص. واتضح من نتائج التحليل أن عينات جميع الهواتف التي وُضعت في الآجار نمت كلها، الأمر الذي لم تتوقعه كارولين. وأوضحت كارولين أن ويتير قامت باختبار كميات وأنواع البكتيريا والفطريات والعفن، لكنها لم تختبر الفيروسات، مثل الإنفلوانزا والأمراض المنقولة جنسياً! وتم اكتشاف نوعين من البكتيريا التي تعيش على هواتفنا وهي باكتيريا غير ضارة، وباكتيريا ضارة. وكشف التحليل أن معظم الهواتف تحتوي على 5 أنواع من البكتيريا غير الضارة، التي تتواجد على الجلد والفم والأنف وفي البيئة، وهي: Staphylococcus epidermidis الموجودة على جلد الإنسان وتنتقل على الهاتف من خلال اللمس، بكتيريا Micrococcus وهي نوع من البكتيريا يختلف من شخص لآخر، وتعلق على الهاتف عن طريق ملامسة الجلد للشاشة. بالإضافة إلى بكتيريا Streptococcus viridans التي تعيش في الفم والحلق، وتنتقل إلى الهاتف من خلال الأصابع أو ملامسة فمك للهاتف أو السعال، وهي غالباً غير مضرة إلا إذا كانت بنسبة عالية في جسم الإنسان. بكتيريا Moraxella وتأتي من الجيوب الأنفية، وقد تسبب مستويات عالية منها الإصابة بالتهابات مجرى الدم عند الأطفال وأصحاب المناعة الضعيفة، كما توجد بكتيريا Bacillus وتأتي من البيئة، والتي تعني أنك كنت في الخارج، وكثير منها يعني أن الهاتف قذر للغاية، لكنها لن تتسبب في إيذائك. واحتوت بعض الأجهزة على مسببات الأمراض، وهي البكتيريا أو الفطريات أو الفيروسات التي تتسبب في الأمراض. بكتيريا MRSA، وهي نوع من البكتيريا مقاوم للعديد من المضادات الحيوية، وقد يتسبب هذا النوع في الإصابة بإصابات حقيقية للجلد والأعضاء الداخلية، وقد يكون قاتلاً لأصحاب المناعة الضعيفة، وينتشر بسهولة بين الناس وعلى الأسطح، ويكون الشخص عرضة للإصابة بهذه البكتيريا إذا كان لديه جُرح مفتوح أو جهاز مناعي مثبط. رغم هذا، تقول ويتير إن نسبة بسيطة من بكتيريا MRSA لا تتسبب في إصابة الأمراض إذا كان الشخص صاحب صحة جيدة. كما تم العثور على بكتيريا staph، التي قد تتسبب في العديد من الأمراض، وتعيش هذه البكتيريا على الجلد وفي الجهاز التنفسي والأنف، ويحمل معظم الناس هذا النوع من البكتيريا دون مشاكل. تقول ويتير، قد يكون هذا مقلقاً، لأنه عندما تختلط هذه البكتيريا بجرح مفتوح، من الممكن أن تؤدي إلى إصابات في الدم والجلد، الذي قد ينتج عنه الدمامل والتسمم الغذائي والصدمات السامة وربما الموت، لكن مرة أخرى، يمكن البعض الناس أن يحمل هذه البكتيريا دون مشاكل. وبكتيريا E. coli، أو البكتيريا القاولونية، التي قد تكون سمعت عنها في مطاعم الوجبات السريعة، وهي في الحقيقة كائن برازي، أي تتواجد دائماً في البراز، كما تتواجد في الجهاز الهضمي مع بكتيريا المعدة، وقد تتواجد أيضاً على هاتفك إذا لم تغسل يديك بعد دخولك الحمام، أو قد يعلق في الحمام نتيجة رذاذ مياة المرحاض. كما وجد على الهواتف خميرة Candida albicans، وهي غير منتشرة بكثرة، لكن لديها القابلية كي تكون من مسببات أمراض، وقد تتسبب في مرض القلاع أو عدوى الخميرة لدى أصحاب المناعة المثبطة والأطفال. وتقول ويتير، إن كميات البكتيريا المسببة للأمراض على الهاتف تظل منخفضة، لذا تعتبر نسب الإصابة منخفضة بالنسبة للأشخاص الأصحاء والشباب. وتضيف، كما أنه من غير الواضح إذا كانت مسببات الأمراض كانت موجودة على جسم الإنسان طبيعياً أو انتقلت من شخص آخر إليه أو انتقلت إليه من الصالة الرياضية أو المكتب أو المترو. وبحسب الباحثة الأميركية فإن على الناس أن لا تقلق جراء هذه النتائج، لكن بالتأكيد فإن من لديهم مسببات الأمراض على هواتفهم ربما يجب عليهم تنظيف هواتفهم في مرحلة ما، بالإضافة إلى غسل أيديهم بحرص.
مشاركة :