انخفض متوسط العائد على السندات الحكومية الألمانية دون مستوى الصفر لأول مرة، بعد أن شهدت ظاهرة معدلات الفائدة الصفرية توسعاً أكثر في الأسواق المالية العالمية. وشهد متوسط سعر السندات التي تم إصدارها مؤخراً بواسطة بنك السندات الألماني هبوطاً جديداً بـ 0.02%، مسجلاً هبوطاً إضافياً من المستوى الذي وصله في شهر إبريل الماضي. جاء الانخفاض الإضافي لعائد السندات نتيجة لعمليات الشراء الواسعة التي أجراها البنك المركزي الأوروبي، ما دفع الأسعار نحو الهبوط إلى هذا النطاق السلبي، وسوف يكبد هذا الأمر المستثمرين الكثير من الخسائر في حال استمرارهم في الاستثمار فيها أو الاحتفاظ بها حتى تواريخ استحقاقها. وعلى الرغم من الدلائل والإشارات التي كانت تشير إلى خسائر ستشهدها السندات الألمانية على وجه الخصوص في عائداتها ذات المدى الطويل، فإن العديد من المستثمرين ضخوا أموالاً كثيرة فيها بسبب التجارب السابقة والتي كانت فيها السندات تحقق أكبر المكاسب حتى في خضم التقلبات المالية، إلا أن عائدات السندات خذلتهم هذه المرة. وقال جيمس مكين الخبير الاقتصادي لدى ستاندرد لايف أنه وبعد أن يحقق الاقتصاد بعض الانتعاش فإن النطاق السلبي للعائدات سيشهد توسعاً أكثر من ذي قبل. وأضاف قائلاً: هناك قوى فاعلة تدفع بعائدات تلك الأسهم إلى القاع، وفي سبيل عكس هذا التوجه فإنه يتوجب أولاً أن نشهد تغيراً كبيراً في معدلات التضخم والنمو، وهو ما لا نرى أية إشارات له في الأفق. وأشار مكين إلى أن ما يحدث حالياً ما هو إلا نتائج منطقية لأحداث ضربت السوق وأثرت فيه، مؤكداً أن هناك بعضاً من عدم المنطقية في الأمر. وأشار خبراء اقتصاديون إلى أن العائدات السلبية للسندات الألمانية أمر إيجابي للحكومة، بيد أنها سلبية للمستثمرين الذي يشترونها. وتخطت السندات الحكومية التي يتم تداولها الآن في الأسواق المالية العالمية ضمن النطاق السلبي حاجز ال 10 تريليون دولار الأسبوع الماضي وفقاً للبيانات التي أوردتها فيتش، مع ارتفاع طفيف في الأسعار في كل من اليابان وأوروبا. وقام البنك المركزي الأوروبي بشراء سندات سيادية بقيمة 817 مليار يورو منذ مارس من العام الماضي، فضلاً عن أنه سيبدأ في شراء المزيد من سندات الدين التي تم بيعها بواسطة شركات كبرى. وقبيل هذا التصعيد من جانب البنك المركزي الأوروبي، فقد شهدت تكلفة الاقتراض الخاصة بالشركات الأوروبية انخفاضاً ملحوظاً، حيث يتم تداول نحو 36 مليار دولار من سندات الشركات في النطاق السلبي. واعتبر غوردون شانون الخبير الاقتصادي ومدير أحد الصناديق الاستثمارية أن الخطوة التي يعتزم البنك المركزي الأوروبي القيام بها والمتمثلة في شراء ديون الشركات أمر إيجابي للأسواق المالية، مشيراً إلى أنه كان من الصعب عليه شراء تلك السندات بسبب عائداتها المنخفضة. ومن المتوقع أن تتضمن عملية البنك المركزي الأوروبي الموسعة لشراء السندات الحكومية السندات المغطاة، وهي سندات الدين التي تبيعها البنوك بجانب الرهن العقاري عليها. وأضاف شانون: إذا ما نظرنا إلى الأمر من منظور شهر مارس الماضي، وبدون أن نعلم الخطوة التي يعتزم البنك المركزي الأوروبي القيام بها، فإن المستثمرين لن يخاطروا أكثر من ذلك في أموالهم، حيث وصف الوضع الحالي للسندات بأنه غامض جداً للمستثمرين.
مشاركة :