تراجع العائد على السندات الألمانية لأجل عشر سنوات أمس أدنى من الصفر للمرة الأولى على الإطلاق، لتلحق ألمانيا باليابان وسويسرا لتصبح عوائدها سالبة. وهبط العائد على السندات وسط القلق حيال الاستفتاء الذي سيعقد في الثالث والعشرين من الشهر الجاري للتصويت على استمرار بقاء المملكة المتحدة داخل الاتحاد الأوروبي أو مغادرته، بعد تحذير صندوق النقد الدولي وآخرين من الآثار الاقتصادية التي ستترتب على خروج بريطانيا. انخفض العائد على السندات خلال تداولات امس إلى مستوى - 0.003 % وفقًا ل تريد ويب. هذا وقد أطلق البنك المركزي الأوروبي الأسبوع الماضي مشترياته من سندات الشركات كجزء من برنامجه التحفيزي. وعزت مصادر مطلعة الهبوط إلى تدخل البنك المركزي الأوروبي المستمر في أسواق الأسهم والسندات الذي طالما كان موضع انتقاد. وتثير احتمالات انفصال بريطاينا عن الاتحاد القلق في نفوس المستثمرين، حيث أكد بنك سوستيه جنرال، أن حركة مؤشر العائد على السندات خلال اليومين الماضيين ارتبطت إلى حد بعيد بحركة الجنيه الاسترليني، مقابل الدولار بطريقة غير معتادة. إلا أن محللين استبعدوا أن يكون ذلك مرتبطاً ببريطانيا، خاصة وأن خبر الاستفتاء ليس جديداً، وعزوا ذلك إلى فشل الاتحاد الأوروبي في معالجة تبعات أزمة الديون السيادية بعد عام 2009. وغالباً ما تلجأ أوروبا إلى ترحيل مشاكلها بدل من حلها جذرياً، كما هو الحال مع الأزمة اليونانية،, كما أن البنوك الأوروبية لم تنظف بشكل كامل من تبعات قروضها المعدومة التي أفلتت من تبعاتها، بسبب برنامج التيسير الكمي للبنك المركزي في الوقت الذي تستجيب أسواق العمل المترهلة للتغيرات الاقتصادية بشكل بطيء.
مشاركة :