كتب - محمد حافظ: استضافت خيام إفطار الصائم في اليومين الأول والثاني من أيام شهر رمضان المبارك آلاف الصائمين من كافة الجنسيات ممن توافدوا على تلك الخيام قبل نصف ساعة على الأقل من أذان المغرب لتناول طعام الإفطار في مشهد روحاني وإنساني يتكرر كل عام في مثل تلك الأيام المباركة. انتشرت خيام إفطار الصائم في كافة مناطق الدولة وتم توزيعها بعناية بين المناطق التي يكثر بها العمال داخل وخارج الدوحة، فيما انتشرت بعض الخيام في العديد من الفرجان لكي تصل تلك الخدمة التي تمثل أحد أهم مظاهر التكافل الاجتماعي خلال شهر رمضان الكريم إلى مستحقيها بما يدل على حرص أهل قطر على إحياء تلك السنة وهذه الفريضة التي يفرضونها على أنفسهم تجاه المحتاجين وبخاصة طبقة العمال من الجنسيات الآسيوية. وتُعد خيام إفطار الصائم أو"موائد الرحمن" من مظاهر التكافل الاجتماعي الجميلة التي تميز شهر رمضان المبارك، حيث تتحول إلى وجهة مفضلة للعمال البسطاء ممن لا تمكنهم ظروفهم وأوضاعهم المالية من تحمل نفقات الشهر الكريم فيجدون في هذه الموائد "ضالتهم" حيث تشهد إقبالاً كبيراً بدءاً من أول يوم في رمضان حتى اليوم الأخير منه. المؤسسات الخيرية من جانبها قامت المؤسسات والجمعيات الخيرية بتجهيز خيام الإفطار الرمضانية لاستقبال الصائمين في الشهر المبارك والتي تختلف أحجامها ومساحاتها بحسب الموقع والأعداد المتوقع استقبالها من الصائمين. وحرصت الجمعيات الخيرية على توفير مختلف سبل الراحة في تلك الخيام مثل أجهزة التكييف ومياه التنظيف، وتقديم وجبات إفطار متنوعة على أعلى مستوى، بالإضافة إلى التمور والمياه والعصائر واللبن. الخيام مكيفة وراعت الجهات الراعية لخيام إفطار الصائم أن تكون الخيام مريحة ومكيفة الهواء ولها أكثر من مدخل ومخرج لتفادي التدافع والزحام أثناء الدخول والخروج من الخيمة بالإضافة إلى الاتفاق مع شركات متخصصة لتوفير الفرش الذي تتوفر فيه أقصى معايير الأمن والسلامة العامة ومقاومة الحريق علاوة على اختيار مواقع الخيام بجانب المساجد وتوفير دورات المياه والمغاسل بما يحقق أفضل المعايير لإفطار جيد يوفر كافة احتياجات الصائمين. وجبة منوعة كما راعت أن يكون لكل فرد وجبة خاصة به تكفي حاجته من الطعام تتكون من الأرز واللحم أو الدجاج البرياني والمكبوس وعلبة عصير وقطعة حلويات وثمرة فاكهة وتتنوع الوجبات طوال الشهر منعاً للتكرار وهي وجبة مشبعة للفرد الواحد وتفادت غالبية الخيام تقديم الوجبات المجمعة حتى لا تفيض عن الحاجة بهدف حفظ النعمة والوفاء بتقديم أكبر عدد من الوجبات للأفراد وكانت تلك المؤسسات والأفراد قد اتفقت مع مطاعم قريبة من مقر الخيمة لضمان أن تصل الوجبة ساخنة وطازجة قبل وقت قصير من أذان المغرب. وأكّد عبدالحميد بغدادي أحد المتطوعين في جمعية قطر الخيرية ومشرف إحدى الخيام بمنطقة المطار أن خيام إفطار الصائم تمثل أحد مظاهر التكافل الاجتماعي وتعطي صورة جيدة لغير المسلمين بأن شهر رمضان كما أنه شهر العبادة هو أيضاً شهر تكافل وجود وأن الغرض من إقامة هذه الخيمة ليس فقط إفطار الصائم، وإنما أيضاً تثقيف المهتدين الجدد وتعريفهم بالدين الصحيح، حيث تعد الخيمة موقعاً لتدارس علوم الدين والتعريف بالإسلام وشهر رمضان، مشيراً إلى أن الخيمة ستستقبل يومياً الشيخ محمد بدر الهدى وهو أحد الدعاة الذي يقوم يومياً بتقديم الدروس الدينية باللغتين العربية والأردية بما يجعل الخيمة أكثر نفعاً للجميع. وأضاف: يمكننا القول إن الهدف الرئيس لهذه الخيمة هو تأليف قلوب المهتدين الجدد وتسهيل الصوم عليهم بشكل عام بالإضافة إلى توفير الوجبات لغير القادرين ومن يرغبون في الاستمتاع بالإفطار وسط صحبة من إخوانهم وأشار إلى أن الخيمة مجهزة لاستقبال 200 فرد حيث يراعى أن يكون هناك أريحية في المكان إلى جانب أن تكون الوجبات كافية للصائمين داخل الدوحة إلا أن الأعداد الوافدة للخيمة تفوق بكثير هذا العدد وهو ما سيجعلنا ننظر في ذلك في الأيام المقبلة لتوفير وجبات أكثر. وأكّد أن من لا يجد له مكاناً داخل الخيمة نوزع عليه المياه والعصير حتى يفطر ولا نجد بديلاً عن ذلك وأكد أن قطر الخيرية لديها أكثر من 20 موقعاً داخل الدوحة يتراوح حجم الخيمة الواحدة بين 200 و500 وجبة أو يزيد كما هو الحال في خيام الصناعية. وأكّد أن الوجبة الواحدة تتكون من أرز ودجاج أو لحم وعصير وروب وتمر وماء وهي وجبة مشبعة لأي فرد وروعي أن تحتوي على كافة العناصر الغذائية التي يحتاج إليها الصائم.
مشاركة :