هيئة كبار العلماء تستنكر ممارسات إيران وأتباعها المسيئة للمسلمين

  • 6/8/2016
  • 00:00
  • 8
  • 0
  • 0
news-picture

استنكرت هيئة كبار العلماء ما تمارسه إيران وأتباعها من إساءة للمسلمين، داعية إلى إبعاد الحج عما يعكر على مظهر الوحدة ويخالف الغايات السامية من ذكر الله والتزود من البر والتقوى. وقالت الهيئة في بيان أصدرته إنه من حق أخوة الإسلام اجتناب أي صورة من صور الفوضى والبلبلة تحت أي دعوى، مذكرة أن استغلال جمع الحجيج لمثل هذه الأغراض لا يقره الإسلام. وجاء بيان الهيئة عن تعظيم حرمة الحج وعدم جواز تسيسه على النحو التالي: الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم على نبينا محمد المبعوث رحمة للعالمين وعلى آله وصحبه أجمعين.. أما بعد: فإن الله عز وجل افترض على عباده حج بيته الحرام من استطاع إليه سبيلاً، قال الله تعالى: (ولله على الناس حج البيت من استطاع إليه سبيلاً ومن كفر فإن الله غني عن العالمين) «آل عمران ١٧». وفي الصحيحين عن ابن عمر رضي الله عنهما، أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «بني الإسلام على خمس: شهادة أن لا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله، وإقامة الصلاة، وإيتاء الزكاة، والحج، وصوم رمضان. وفريضة الحج من أركان الإسلام، وشعيرة من شعائره العظام، فرضها الله عز وجل على عباده لتحقيق مقاصد عظيمة، من أجلها تحقيق التوحيد كما في قوله تعالى: (وإذ بوأنا لإبراهيم مكان البيت أن لا نشرك بي شيئاً وظهر بيتي للطائفين والقائمين والركع السجود) «الحج: ٢٦». ومن مقاصده الكريمة ذكره وشكره وتحصيل منافع للعباد كما في قوله جل شأنه: (ليشهدوا منافع لهم ويذكروا اسم الله في أيام معلومات على ما رزقهم من بهيمة الأنعام فكلوا منها وأطعموا البائس الفقير) «الحج: ٢٨». ومن أجل مقاصد الحج تعظيم حرمات الله قال سبحانه: (ذلك ومن يعظم حرمات الله فهو خير له عند ربه) «الحج: ٣٠»، وقال جل شأنه: (ذلك ومن يعظم شعائر الله فإنها من تقوى القلوب) «الحج ٣١». ولاشك أن من تعظيم شعيرة الحج أن تؤدى كما أدها النبي صلى الله عليه وسلم. قال صلى الله عليه وسلم «خذوا عني مناسككم» أخرجه مسلم من حديث جابر رضي الله عنه. ومن ثم فإنه ليس من تعظيم الحج الإحداث فيه بما لم يأذن الله تعالى به في كتابه ولا رسوله في سنته، لاسيما إذا كان هذا الإحداث يشوش على الحجاج ويؤذيهم ويخرج الشعيرة عن طمأنينتها وسكينتها، ويتعارض مع ما أمر الله به من احترامها، فإن ذلك من أعظم الإفساد، قال تعالى: (فمن فرض فيهن الحج فلا رفث ولا فسوق ولا جدال في الحج) «البقرة: ١٩٧»، وقال سبحانه: (إن الذين كفروا ويصدون عن سبيل الله والمسجد الحرام الذي جعلناه للناس سواء العاكف فيه والباد ومن يرد فيه بإلحاد بظلم نذقه من عذاب أليم) «الحج: ٢٥»، ومعنى الإلحاد هنا: الميل عن الحق، والظلم في الآية: كل مخالفة للشرع. وإن هيئة كبار العلماء تستنكر ما تمارسه إيران وأتباعها من إساءة للمسلمين بتفريق صفهم، وإثارة الحروب، والنزاع في بعض البلدان الإسلامية، ومن أعظم إساءتها للإسلام والمسلمين في شعيرة الحج محاولة استغلاله سياسياً، وإثارة النزاعات فيه. من أجل ذلك، فإن هيئة كبار العلماء تؤيد السياسة الثابتة للمملكة التي تخدم الحرمين الشريفين، وترعاهما، وهي تنهج عدم السماح لأي جهة بتعكير صفو الحج والعبث بأمن الحجيج ومحاولة شق الصف الإسلامي، وتشكر حكومة المملكة لاتخاذها كل التدابير الحازمة الصارمة للحفاظ على أمن البلاد وأمن الناس: المواطن والمقيم، والعاكف والباد، فأمن البلاد وأمن المقدسات لا يمكن أن يسمح بأي عمل أو تصرف يكدر هذه الأجواء الايمانية، أو يضر بالمصالح العامة، أو يمس احترام مشاعر المسلمين. وفق الله الجميع لما يحبه ويرضاه، وحفظ بلاد الحرمين الشريفين وبلاد المسلمين من كل سوء، وجمع كلمتهم على الحق، والحمد لله على نعمه، والشكر له على آلائه، وأعز الله الإسلام وأهله، ورد عنا كيد الكائدين ومكر الماكرين إنه سميع مجيب. رئيس وأعضاء هيئة كبار العلماء عبدالعزيز بن عبدالله بن محمد آل الشيخ، عبدالله بن سليمان المنيع، صالح بن محمد اللحيدان، د. صالح بن فوزان الفوزان، د. عبدالله بن عبدالمحسن التركي، د. عبدالله بن محمد آل الشيخ، د. عبدالوهاب بن إبراهيم أبو سلميان، د. أحمد بن علي سير المباركي، د. صالح بن عبدالله بن حميد، د. عبدالله بن محمد المطلق، د. يعقوب بن عبدالوهاب الباحسين، عبدالله بن محمد بن خنين، د. سعد بن ناصر الشثري، محمد بن حسن آل الشيخ، د. عبدالكريم بن عبدالله الخضير، د. علي بن عباس بن عثمان حكمي، د. محمد بن محمد المختار، د. قيس بن محمد آل الشيخ مبارك، عبدالرحمن بن عبدالعزيز الكليّة، د. سعد بن تركي الخثلان.

مشاركة :