تويتر.. الأسرار تطفو على السطح

  • 1/22/2014
  • 00:00
  • 3
  • 0
  • 0
news-picture

لست أعرف ما إذا كان المختصون في التربية وعلماء الاجتماع وعلماء النفس قد عنوا بدراسة التغريدات والرسائل النصية التي تقدمها مواقع التواصل الاجتماعي وعلى نحو أخص تغريدات تويتر، غير أني أعرف أن هذه المواقع تقدم مادة ثرية من شأن دراستها أن تكشف كثيرا من جوانب الضعف في مستوى التعليم لدينا كما توضح حجم الخلل الذي يعاني منه النسيج الاجتماعي، إضافة إلى ما تفصح عنه هذه المواقع من اضطرابات نفسية لدى كثير ممن أصبحت هذه المواقع ميدانا يمارسون فيه البوح دون رقيب، وتحت أسماء مستعارة وألقاب وهمية. ولو عنى التربيون والمسؤولون عن حقل التعليم بدراسة هذه التغريدات والرسائل لتكشفت لهم الأخطاء الفادحة التي يقع فيها أولئك المغردون والمرسلون سواء على مستوى التفكير أو على مستوى التعبير، وهي أخطاء من الذيوع والشيوع على نحو يطرح تساؤلا حادا عن حقيقة مخرجات التعليم لدينا والذي لا يبرأ حملة شهاداته، بما فيها الشهادات الجامعية من الوقوع في أخطاء لو وقع فيها تلميذ في المدرسة الابتدائية لما منح شهادة الصف الخامس الابتدائي، ولعل الأكثر سوءا من تلك الأخطاء ذلك التساهل في الوقوع فيها حتى أصبحت أمرا متقبلا وكأنها قدر لا مفر من الوقوع فيه وكأن القاعدة هي تلك الأخطاء الإملائية والنحوية والأسلوبية، إضافة إلى سطحية التفكير وهشاشة الفكر. ولو تأمل المعنيون بالدراسات الاجتماعية تلك التغريدات والرسائل لتبين لهم ما تعاني منه فئات كثيرة في المجتمع من تزمت وتشدد في الوقت الذي تعاني فيه فئات كثيرة أخرى من انفلات أخلاقي وغياب لمفهوم القيم الإنسانية العليا التي من المفترض أن تتوافر في المجتمع لكي تنسجم حقيقته مع الصورة النمطية التي يراد له أن يكون عليها، ولعل أسوأ ما يمكن أن تكشف عنه تلك الرسائل والتغريدات ما ينتاب المجتمع من تمزقات تعود لجذور قبلية أو مذهبية تشكل تهديدا لوحدته وأمنه الاجتماعي. ولو اهتم علماء النفس بتلك الرسائل والتغريدات لاكتشفوا ما يعاني منه الكثيرون مما يمكن أن يكون وسواسا قهريا أو عقدة اضطهاد أو نزعة استعلاء أو حالة رهاب أو نزعة إقصاء هذه الظواهر سواء الاجتماعية أو التربوية أو النفسية تشكل في مجملها ظواهر جديرة بالدراسة التي يمكن لها أن تكون خطوة نحو تصحيح المسار وإصلاح وضع المجتمع فيما لو أولاها المعنيون بها ما يتوجب عليهم تجاهها من عناية واهتمام.

مشاركة :