إذا كانت لك علاقة معقولة بكرة القدم أو حتى شاهدت بطولة واحدة شاركت فيها البرازيل، ففي الأغلب ستكون على علم بحكاية قميص البرازيل الأصفر. شــاهد ايضــا حكايات اليورو / كوبا (1): روك ستار في ملاعب الكرة حكايات اليورو / كوبا (2): تشيلافرت.. حلمنا الذي لم يتحقق لعبة تفاعلية - حكايات #في_اليورو.. 13 قصة لا تنسى في عالم أو... الحكاية المُفضلة للمعلقين العرب هي قصة زي البرازيل القديم، الذي كان مكوناً من اللون الأبيض بالكامل، والذي لعب به منتخب السامبا المباراة الأكثر إهانة _قبل سباعية ألمانيا_ في تاريخه ليخسر كأس العالم 1950 في الماراكانا أمام أوروجواي. وقتها بالطبع لم يكن البرازيليون يعلمون أنهم سيتعرضون لفضيحة أضخم بكثير بعد 64 عاماً بسباعية ألمانية، وكان من ردود فعلهم على الهزيمة المخزية دعوة قادتها صحيفة كوريو دي مانا لتغيير زيّ الفريق لأنه لا يعبر عن روح البرازيل (وليس لأنه نحس كما يروي البعض). إلى هنا تتوقف الحكاية التي يرويها لنا المعلقون العرب، لكن للحكاية بقية.. مسابقة لتغيير الزيالبقية تتلخص في قصة ألداير جارسيا تشلي، الشاب الذي قرأ في الجريدة إعلاناً عن مسابقة لتصميم زي جديد للمنتخب البرازيلي، يشترط أن تجتمع فيه ألوان العلم البرازيلي الأربعة: الأصفر والأزرق والأخضر والأبيض. شلي قرر أن يخوض التجربة ويصمم زي يشارك به في المسابقة، واحتار كثيرا بسبب صعوبة توفيق أربعة ألوان بعضها متنافر في طاقم واحد. ليرسم أكثر من مائة تصميم حتى استقر على تقسيم الألوان: الأصفر والأخضر للقميص، والأزرق والأبيض للشورت والجوارب. تصميم جارسيا شلي فاز بالمسابقة بعد منافسة مع آلاف التصميمات، ليربح جائزة مالية بالإضافة إلى دعوة للإقامة برفقة المنتخب البرازيلي لمدة عام كامل في ريو دي جانيرو. العجيب أن الجائزة المغرية تحولت إلى كابوس بالنسبة لشلي الذي اكتشف أن نجومه المفضلين مجرد مجموعة من الأوغاد، لا يشغلهم شئ سوى الخروج من المعسكر للشرب ومرافقة النساء، فما كان منه إلا أن تنازل عن الجائزة وعاد ليعيش في مسقط رأسه بمدينة على الحدود بين البرازيل وأوروجواي. فنان بهويتين ميلاد ألداير جارسيا شلي في مدينة حدودية تتحدث الإسبانية جنباً إلى جنب مع البرتغالية لغة البرازيل، تجربته السيئة مع لاعبي المنتخب، بالإضافة إلى تحوّله إلى روائي شهير يكتب بالإسبانية فتُنشر كتبه في مونتفيديو عاصمة أوروجواي قبل أن تترجم للغة بلده، كلها أمور جعلته يتحول تدريجيا ليصير مشجعاً مخلصاً لمنتخب أوروجواي. وعندما زاره الصحفي البريطاني أليك بيلوس وأجرى معه عدة مقابلات نشر تفاصيلها لاحقا في كتابه الممتع "كرة القدم.. الحياة على الطريقة البرازيلية"، لاحظ وجود شعار منتخب أوروجواي في سيارة شلي ومنزله، بل ونزول دموعه عندما حضر مباراة لمنتخب الدولة التي أحزنت البرازيليين ودفعتهم لتغيير زيّهم الوطني! شلي يجيب عن سؤال بيلوس حول ما يشعر به عندما يشاهد البرازيل تلعب بتصميمه بأنه يشعر أحيانا بالندم، لأن الاتحاد البرازيلي استولى على تصميمه وباعه لشركة نايكي الأمريكية، ليتحول إلى رمز للفساد بدلاً من كونه تعبيرا عن روح فريق لم يعد يشجعه.
مشاركة :