الخريطيات .. ليس كل مرة تسلم الجرة !

  • 6/9/2016
  • 00:00
  • 3
  • 0
  • 0
news-picture

متابعة - صفاء العبد : عاش فريق الخريطيات موسما صعبا للغاية .. فقد عانى هذه المرة كثيرا ولم ينج من الهبوط إلا بضربة حظ يصعب تكرارها ، وكان عن طريق حبل إنقاذ انتشله في اللحظات الأخيرة من عمر النسخة المنتهية من دوري نجوم قطر لكرة القدم في موسمه المنتهي هذا .. فبعد صراع مرير جمعه مع أربعة فرق وامتد الى الجولة الأخيرة تمكن الخريطيات من أن يهرب بجلده بمساعدة خارجية .. فرغم خسارته في مباراته الأخيرة أمام فريق أم صلال جاءه الإنقاذ من ملعب آخر كانت تقام فيه مباراة أخرى بنفس التوقيت وجمعت بين الوكرة وفريق قطر وانتهت بالتعادل بهدف لهدف وهو ما جعل الخريطيات يتفوق على قطر بفارق الأهداف فقط ليكون الأخير هو من يهبط بينما احتفظ الخريطيات بتواجده مع الكبار للموسم الثامن على التوالي .. وفي الحقيقة فإن كل المؤشرات التي سبقت انطلاق مباريات الجولة الأخيرة تلك كانت تذهب الى أن الخريطيات هو من سيهبط لتكون تلك هي المرة الثانية التي يهبط بها بعد الأولى في الموسم 2004 / 2005 ، غير أن الحظ ابتسم له في الرمق الأخير من عمر البطولة وبسيناريو كان يبدو هو الأصعب فعلا .. > السيناريو المتكرر ..! وفي العموم فإن مثل هذا السيناريو ليس جديدا على الخريطيات .. فقد سبق وأن عانى الفريق من خطر الهبوط أكثر من مرة لعل أقربها ما كان قد حدث في الموسم 2013 / 2014 يوم كان فارق الأهداف هو أيضا ما أنقذه ليكون الريان هو الهابط بينما واصل الخريطيات تواجده مع الكبار .. وقد يكون مهما هنا الإشارة الى أن مسيرة هذا الفريق مع دوري الكبار لم تكن مشجعة منذ عودته إليه في الموسم 2009 / 2010 .. فباستثناء موسم عودته ذاك والذي أنهاه عند المركز السادس بين ( 12 ) فريقا فإن المواسم الأخرى كانت قد شهدته وهو يتنقل بين المراكز من الثامن وحتى الثاني عشر .. وهذا إنما يعني أن مسيرته مع الكبار لم تكن مشجعة حتى الآن .. وفي الحقيقة فإن ما حدث له هذا الموسم إنما هو امتداد لذلك الوضع الصعب الذي كان الفريق يجد نفسه فيه في كل مرة .. فمنذ البداية والفريق يدور في حلقة لا تتعدى المركز التاسع في أفضل الأحوال .. وحتى المركز التاسع هذا لم يصل إليه سوى مرتين فقط في الجولتين ( 9 و 14 ) بينما كان تواجده في الغالب ينحصر عند المركز ( 12 ) الذي أنهى به الموسم بفارق الأهداف عن قطر .. > غياب المتغيرات الإيجابية .. والواقع هذا لم يكن مفاجئا لمن يتابع وضع الفريق خصوصا وأن المتغيرات الإيجابية كانت غائبة عنه عقب انتهاء موسمه قبل الأخير حيث لم يكن هناك من جديد يمكن أن يشكل إضافة حقيقية بعد أن أبقى النادي على مدربه ومحترفيه رغم أن الفريق يومها كان قد أنهى الموسم في المركز التاسع .. واذا ما كنا قد قبلنا بالإبقاء على المدرب البوسني عمار أوسيم باعتباره ليس مسؤولا عما حدث للفريق في ذلك الموسم لأنه تولى تدريبه عقب الجولة ( 15 ) بعد الفرنسي مارشان ، فإن من غير المعقول الإبقاء على طاقمه الاحترافي دون تغيير .. فقد احتفظ الفريق بالمدافع البرازيلي دومنيغوس وبالأردني حسن عبدالفتاح والبوركيني يحيى كيبي وأضاف إليهم المغربي أنور ديبا رغم أن كل المؤشرات كانت تذهب الى أن ديبا غير جاهز ويعاني من تكرار الإصابة ، وهو ما دفع لاحقا نحو الاستغناء عنه ولكن مع العودة الى محترف الفريق السابق السنغالي اسيار ديا .. ووفقا لهذه الصورة فإن الفريق لم يضف شيئا مهما لما يفترض أن يكون قوته الضاربة من خلال محترفيه .. وحتى على مستوى اللاعبين المحليين فإنه أضاف الحارس أحمد سفيان بدلا من خليفة أبوبكر المنتقل الى الجيش ومحمد عبدالرب وجارالله المري لكن الأخير سرعان ما غيبته الإصابة وهو ما يعني أيضا أن لا جديد يُذكر على مستوى اللاعبين المحليين .. لكل ذلك قلنا ونقول إن الخريطيات كان قد خاض الموسم المنتهي هذا دون حلول أو معالجات للأسباب التي سبق وأن جعلته ينهي الموسم 2014 / 2015 عند المركز التاسع .. > الخيارات المحدودة .. غير أن كل هذا الذي نقوله لا يعني أن الفريق كان بلا إيجابيات .. فالمدرب أوسيم مدرب مجتهد بكل تأكيد غير أن اليد الواحدة لا تصفق مثلما يقولون ، والمدرب وحده لا يمكن أن يفعل شيئا مهما بدون أدوات مهمة .. ومن هنا نعود لنؤكد بأن خيارات المدرب كانت محدودة للغاية ولكن دون أن يمنعه ذلك من تقديم بعض المباريات الجيدة مثل تلك التي هزم فيها الغرافة وأم صلال في القسم الأول أو تلك التي خسر فيها بهدف متأخر وحيد أمام السد ثم بهدف ثالث حاسم متأخر أيضا أمام لخويا في القسم الثاني .. غير أن الأمور في منافسات الدوري لا تُحسب هكذا وإنما تُحسب بما يمكن أن يتواصل به الفريق على صعيد نتائجه وعروضه .. وهنا نشير الى أن نتائج الفريق لم تكن مشجعة على الإطلاق فكان أن أنهى القسم الأول عند المركز ( 11 ) بسبع هزائم وتعادلين وأربعة انتصارات ثم أنهى القسم الثاني عند المركز ( 12 ) بست هزائم وأربعة تعادلات وثلاثة انتصارات ، وكل ذلك إنما يعكس تواضعا حقيقيا على مستوى النتائج وحتى العروض التي جعلته يمنى في إحدى المرات بثاني أقسى هزيمة في الدوري وذلك عندما خسر بسباعبة نظيفة أمام لخويا في القسم الأول .. وفي كل الأحوال نقول إن " كتيبة الصواعق " تبقى بحاجة الى جهود أكبر من أجل تنشيطها وجعلها قادرة على أن تكون أكثر فاعلية في الموسم المقبل خصوصا أننا نتحدث عن موسم لا يرحم وربما لا يأتي الحظ فيه ليلعب لعبته مع الفريق مرة أخرى بنفس الطريقة التي لعبها في كلا الموسمين اللذين كان فيهما الهبوط أقرب إليه من حبل الوريد .. !

مشاركة :