رائعة فيردي «ريغوليتو» تجذب جمهور الأوبرا المصرية

  • 6/10/2016
  • 00:00
  • 2
  • 0
  • 0
news-picture

أوبرا «ريغوليتو» التي تقدمها الفرقة المصرية على المسرح الكبير في القاهرة هذه الأيام بمصاحبة أوركسترا الأوبرا وبقيادة المايسترو الإيطالي دافيد كريشنزي، من العروض المهمة ليس لأنها إحدى روائع جوزيبي فيردي (1813-1901) ومن عيون التراث الأوبرالي العالمي فقط، ولكن لأنها كانت فرصة للجمهور الذي احتشدت به الصالة ليشاهد مجموعة من نجوم الفرقة يمثلون أجيالاً مختلفة في المراحل العمرية والفنية... وريغوليتو تجتذب عشاق الفنون الرفيعة لألحانها الدرامية الجميلة، وتعد من أشهر أوبرات فيردي وتدخل ضمن ريبوتوار معظم فرق العالم وهي قدمت في افتتاح دار الأوبرا القديمة في مصر عام 1869 بدلاً من أوبرا عايدة التي لم يكن فيردي قد انتهى بعد من وضع ألحانها بناء على تكليف الخديوي إسماعيل له. عرضت للمرة الأولى في 11 آذار (مارس) عام 1851 على مسرح «لافينيس» في فينيسيا وتتكون من 3 فصول من نص لفرانشيسكو ماريا بافي ومأخوذة عن مسرحية «الملك يلهو» للأديب الفرنسي فيكتور هوغو ويدور موضوعها حول الدوق المستهتر مانتوا الذي يلهو بأعراض الناس ويلقي شباكه على فتاة مجهولة تسكن بيتاً متواضعاً تقع في غرامه وفي الوقت نفسه يواعد زوجة الكونت تشبرانو الذي يسخر منه ريغوليتو المهرج الأحدب فاضحاً إياه. ويدبر أفراد الحاشية مكيدة للمهرج ويتبعونه إلى منزله حيث يلتقي بابنته الخجولة جيلدا التي عزلها عن العالم وأخفى عنها طبيعة عمله ويختطفونها بعد أن أشركوه معهم وهو يجاريهم ظناً منه أنها خدعة من قبيل الترفيه، ومن ثم يكتشف أنها ابنته فتصاب الحاشية بالدهشة حين يعرفون الحقيقة ويطلقون سراحها ويقسم ريغوليتو على الانتقام منهم جميعاً. يتفق ريغوليتو مع السفاح سبارافوتشيلي على قتل الدوق الذي يرتاد حانته بسبب علاقته بمادلينا شقيقته التي تثنيه عن عزمه لإعجابها الشديد بالدوق مع استبداله بأول من يدخل الحانة، ولم يكن سوى جيلدا التي ذهبت لهذا المكان لتضحي بنفسها من أجل إنقاذ حبيبها مانتوا رغم خيانته لها وتتلقى الطعنة القاتلة بدلاً منه. لعبت دور البطولة بالتبادل النجمتان أميرة سليم وداليا فاروق وتميزت الاثنتان بصوت مناسب تماماً للشخصية، خصوصاً مع أداء «الكولوراتورا» وكل منهما برعت في الأغنية الفردية (آرية) التي يتم غناؤها في الفصل الأول، كما برعتا أيضاً في الأداء التمثيلي إضافة لأمانتهما في أداء النوتة الموسيقية والاثنتان من الجيل الثاني في الفرقة وسبق لهما لعب هذا الدور. ولكن هنا كانتا أكثر نضجاً وفهماً للشخصية عن العروض السابقة. أما دور «الدوق» فلعبه هشام الجندي (تينور) فكان متفوقاً في الغناء والأداء التمثيلي وكان صوته براقاً مناسباً للألحان المرحة التي يؤديها وكان متميزاً في أغنية «نساء متقلبات» في الفصل الثالث والتي تعد من أشهر أغاني التينور. أما دور ريغوليتو فتقاسمه كل من الباريتون مصطفى محمد والإيطالي ماسميليانو نوفيكيرا، والاثنان صوتهما مناسب تماماً وكان أداؤهما على درجة عالية من الكمال والإتقان وهذا أعطى قوة للعمل، كما أن هذا الدور يحتاج قدرة تمثيلية كبيرة تفوق فيها الاثنان. ومصطفى من الجيل المؤسس لهذه الفرقة، ولعب الدور في كل عروضها وله خبرة طويلة وقدرة كبيرة على تقمص الشخصية. أما بقية الأدوار فلعبها نجوم الفرقة انور الميرغني وأمينة خيرت وإبراهيم ناجي وتامر توفيق والهامي أمين وعزت غانم وعالية ذهني ومروة حسن وإنجي محسن، والجميع أجادوا وتصرفوا في شكل جيد في حدود أدوارهم. رضا الوكيل وعبدالوهاب السيد هما من نجوم الفرقة المخضرمين الذين استوعبوا أدوارهم وأدوها ليس بأمانة فقط وإنما بجمال. أما الكورال وهو في هذا العمل من الرجال فقط، فكان من أهم عوامل نجاح العرض، إذ إنه أدى الألحان المنوعة التي أبدعها فيردي بدقة قدرتهم على تجسيد مشاعر السخرية والمرح في المشهد الأول وكذلك التآمر على ريغوليتو في مشهد الاختطاف ويعود الفضل في ذلك إلى «الدومانيانو» قائد الكورال. الديكور جاء كلاسيكياً ليجمع بين البساطة والجمال ويحسب للمصمم محمود حجاج، وتنفيذه مع بقية العناصر من أزياء واكسسورات يحسب للمهندس محمد الغرباوي، مع ماكياج أحمد فكري وإضاءة ياسر شعلان التي تعتمد على الرمز... وجاءت رقصات الباليه التي صممتها أرمينيا كامل مناسبة تماماً للجو العام للأوبرا وأعطت ثراء كبيراً للرؤية البصرية. وكان الإخراج لعبدالله سعد الذي يتميز بحركة مسرحية جيدة وبراعة في استثمار المجموعات.

مشاركة :