إعداد عبير زيتون يعد المفكر المغربي الراحل المهدي المنجرة (13 مارس 1933 - 13 يونيو 2014) أحد أبرز المهتمين والمؤسسين لعلم المستقبليات في العالم بحثاً، وتشخيصاً، واستشرافاً، وأحد أكبر المراجع الفكرية في بحوث علم المستقبليات باشتغالاتها السياسية، والفكرية، والاستراتيجية، والاقتصادية. ولد المنجرة في الرباط العام 1933 وبدأ مشواره الدراسي في مدارس البعثة الفرنسية، ثم انتقل إلى نيويورك سنة 1948 ليحصل من جامعة «كورنيل» على الإجازة في العلوم السياسية العام 1954، ومنها توجه إلى لندن لنيل الدكتوراه، ليعود إلى المغرب بعد مشوار علمي حافل كأول أستاذ يعين في كلية الحقوق التابعة لجامعة محمد الخامس في الرباط العام 1957، كما عين مديراً للإذاعة والتلفزة المغربية. عرف المنجرة بانفتاحه الفكري على ثقافات العالم التي أتقن معظم لغاتها، كما عرف عنه تمسكه بمبادئه الفكرية، كتابة وسلوك حياة، والتي لم يتخلَّ عنها حتى آخر لحظة من حياته. وقد ساهم المنجرة، الذي عرف بتعدد اهتماماته الأكاديمية والفكرية، في تأسيس أول أكاديمية لعلم المستقبليات، وتقلد المراتب العليا في «مسؤولية» الهيئات الدولية، ورئاسة لجان وضع مخططات تعليمية لعدة دول أوروبية. وحاز على العديد من الجوائز الدولية، منها وسام الشمس المشرقة سنة 1986، وهو أكبر الأوسمة اليابانية، اعترافاً بدوره كأول العلماء الذين تنبهوا إلى العبقرية اليابانية في التخطيط وتجاوز العقبات. ركز المنجرة فكره على تحرير الجنوب من هيمنة الشمال، عن طريق التنمية، ومحاربة الأمية، ودعم البحث العلمي، واستعمال اللغة الأم، إلى جانب دفاعه المستميت عن قضايا الشعوب المقهورة وحرياتها، ومناهضة الصهيونية ورفضه للتطبيع. ... المزيد
مشاركة :