سويسرا عبقرية مكان.. وتجربة زمان

  • 1/23/2014
  • 00:00
  • 5
  • 0
  • 0
news-picture

تحتضن مدينتي مونترو وجنيف السويسريتان هذه الأيام مؤتمر جنيف 2 للسلام لإنهاء الصراع المستمر منذ ثلاثة أعوام بين النظام السوري وبين المعارضة، والذي أدى إلى مقتل أكثر من 130 ألف شخص، وربما يتساءل البعض لماذا تشكل سويسرا مقصدا للكثير من هذه المؤتمرات الدولية الخاصة بالسلام العالمي، ولماذا تختارها الكثير من المنظمات الدولية لتنشئ مقراتها فيها، مثل منظمة الصحة العالمية، ومنظمة العمل الدولية، والاتحاد الدولي للاتصالات، ومفوضية الأمم المتحدة السامية لشؤون اللاجئين ونحو200 من المنظمات المتنوعة، ولمعرفة الإجابة لا بد من معرفة التاريخ السياسي لهذا البلد الأوروبي الذي تحتضنه جبال الألب. من المفارقات أنه بالرغم من التاريخ العريق لسويسرا البالغ عدد سكانها 8 ملايين نسمة، ومن وجود ثاني أكبر مقر للأمم المتحدة في العالم على أراضيها بجنيف( المقر الأوروبي)، إلا أنها من آخر دول العالم انضماما إلى الأمم المتحدة، فقد اختار السويسريون الانضمام للمنظمة الدولية باستفتاء شعبي هو الأول من نوعه في العالم العام 2002م، فيما لم تنضم سويسرا حتى اللحظة إلى الاتحاد الأوروبي، وإن كانت سعت خلال السنين الماضية إلى تبني ممارسات اقتصادية تتوافق مع مثيلاتها في الاتحاد الأوروبي لتعزيز قدرتها التنافسية على الصعيد العالمي. وقد اتخذت سويسرا ومنذ العام 1515م من الحياد مبدأ في سياساتها الدولية، وهو ما تم التأكيد عليه في مؤتمر فيينا العام 1815م بعيد انهزام نابليون ونهاية طموحاته التوسعية في القارة العجوز، ومنذ ذلك الوقت والاتحاد السويسري في حالة حياد مسلح قد تكون الأطول بين دول العالم، إذ لم يكن في حالة حرب دولية خلال قرنين من الزمان. التاريخ السويسري الحديث بينما وقعت فرنسا الجارة الأكبر وإحدى القوى العظمي العالمية اليوم تحت نير الاحتلال الألماني خلال الحرب العالمية الثانية، استطاعت سويسرا البقاء بمنأى عن الغزاة خلال الحربين العالميتين الأولى والثانية، وما كان لذلك أن يتم لولا سياستها المحايدة وبعض التنازلات، التي قدمتها لألمانيا وقليلا من الحظ، وتجلى مبدأ الحياد في أن سويسرا، وبالرغم من كونها عضوا مؤسسا لعصبة الأمم، التي أنشئت بعد انتهاء الحرب العالمية الأولى العام، اشترطت حينها عدم تحميلها أي التزامات أمام المجتمع الدولي مقابل هذه العضوية. سويسرا التاريخ والجغرافيا هي جمهورية فيدرالية اسمها الرسمي الاتحاد السويسري وتتكون من 26 كانتون، مع برن كمقر للسلطات الاتحادية، وتقع في غرب أوروبا، حيث تحدها ألمانيا من الشمال، وفرنسا من الغرب، وإيطاليا من الجنوب، والنمسا وإمارة ليختنشتاين من الشرق. وسويسرا بلد غير ساحلي مقسم جغرافيا بين جبال الألب، والهضبة السويسرية وجورا، ومساحتها 41285 كم2، وتحتل جبال الألب الجزء الأكبر من الأراضي، ويتركز سكانها الـ 8 ملايين في الغالب على الهضبة، حيث توجد أكبر المدن والمراكز الاقتصادية من الطراز العالمي- زيورخ وجنيف. ويشارك الاتحاد السويسري كثيرا في عمليات السلام بين جميع دول العالم، ويتبنى سياسة خارجية نشطة جدا، وهو عضو مؤسس في الرابطة الأوروبية للتجارة الحرة وجزء من منطقة شنغن- على الرغم من أنه ليس عضوا في الاتحاد الأوروبي، ولا في المنطقة الاقتصادية الأوروبية. وسويسرا واحدة من أغنى البلدان في العالم من حيث الناتج المحلي الإجمالي للفرد، وتأتي في المركز التاسع عشر كأكبر اقتصاد في العالم في هذا الصدد، والسادسة والثلاثين عالميا من حيث القوة الشرائية. وتضم سويسرا أربع مناطق رئيسية من حيث اللغة والثقافة: الألمانية، الفرنسية، الإيطالية والرومانشية.

مشاركة :