تعهد الرئيس الصومالي حسن شيخ محمود باستمرار الحرب للقضاء على حركة الشباب المتشددة، وذلك بعد يوم واحد من الهجوم المفاجئ الذي شنته عناصر الحركة على قاعدة للقوات الإثيوبية المشاركة في بعثة الاتحاد الأفريقي لحفظ السلام بمنطقة «هالجان» بمحافظة هيران وسط البلاد. وهنأ شيخ محمود في بيان وزعه المتحدث الرسمي باسمه، الجيش الوطني الصومالي والقوات الإثيوبية بالانتصار الذي حققته ضد حركة الشباب أول من أمس، مشيرا إلى أن هذه القوات قاتلت بشجاعة كبيرة، مضيفا أن «الحرب ضد حركة الشباب سوف تستمر.. لقد بقيت أماكن محدودة في الفترة المتبقية لها وسيتم إزالتها في وقت قريب. ونحن أيضا نهنئ الشعب الصومالي ودائما نقف إلى جانب الجهود الشجاعة الصومالية وقوات الاتحاد الأفريقي لمساعدتنا في مكافحة الإرهاب». واعتبر الرئيس الصومالي أن الهدف من حكومته هو القضاء على حركة الشباب المتطرفة في الصومال ومنطقة القرن الأفريقي. وطبقا لما أعلنه وزير الأمن الداخلي الصومالي عبد الرزاق محمد فقد بلغت خسائر حركة الشباب في الهجوم 240 عنصرا من ميليشيات الحركة المتطرفة، مشيرا إلى أن القوات الإثيوبية العاملة ضمن قوات حفظ السلام الأفريقية، أحبطت الهجوم الإرهابي الذي نفذته عناصر الحركة ضد قاعدة هالجان العسكرية، وأكدت أسر عدد من عناصر صفوف الميليشيات في أثناء العملية العسكرية، بالإضافة إلى مقتل الكثير من قيادات الحركة ومن تنظيم قاعدة القرن الأفريقي. وكانت قوات الاتحاد الأفريقي في الصومال «أميسوم»، قد أعلنت أنها قتلت 110 من عناصر حركة الشباب التي هاجمت إحدى قواعدها بشمالي العاصمة مقديشو، إذ قال العقيد جو كيبيت، المتحدث باسم قوات الاتحاد الأفريقي، إن القوات قتلت 110 من مسلحي الحركة وصادرت كمية كبيرة من الأسلحة، نافيا ما تردد عن قيام عناصر الحركة بقتل العشرات من القوات الأفريقية. من جانبها نددت رئيسة مفوضية الاتحاد الأفريقي، نكوسازانا زوما، بالهجوم، وحيّت قوات «أمسيوم» على تصديها بحزم لهجوم «الشباب». وأعلنت حركة الشباب أن مجموعة من عناصرها شنت هجوما واسعا على قاعدة عسكرية إثيوبية تعمل ضمن البعثة الأفريقية باستخدام سيارة مفخخة، ما أسفر عن مقتل 43 جنديا من القوات العاملة في القاعدة الإثيوبية، قبل أن تزعم لاحقا أن العدد ارتفع إلى ستين قتيلا. لكن السلطات الإثيوبية نفت بشدة هذه الأرقام، حيث نقلت وكالة الصحافة الفرنسية عن الناطق باسم الحكومة الإثيوبية جيتاشيو رضا أنه «جرت محاولة من قبل الشباب لمهاجمة قواتنا في وسط الصومال، لكن هذا الهجوم بدأ متعثرا وقواتنا قتلت 101 ناشط ودمرت أسلحة ثقيلة»، وأضاف موضحا «نحن نقوم بإحصاء عدد الجرحى المصابين من جانبنا، لكن تأكيدهم بأنهم قتلوا 43 جنديا إثيوبيا كذب وضرب من الخيال». وتساعد «أميسوم» التي تضم قوات من بوروندي وجيبوتي وإثيوبيا وكينيا وأوغندا، الحكومة الصومالية على حربها ضد جماعة الشباب منذ أعوام، ما دفع المسلحين للاتجاه إلى أماكن ريفية في جنوبي الصومال، ولكن الجماعة ما زالت تشن هجمات دورية في البلاد. ويسعى «الإسلاميون» إلى الإطاحة بالحكومة المركزية في الصومال التي تدعمها المجموعة الدولية، وتدافع عنها قوة «أميسوم» التي يبلغ عدد أفرادها 22 ألفا. وبفضل قوتها النارية المتفوقة، طردت قوة الاتحاد الأفريقي حركة الشباب الإسلامية في شهر أغسطس (آب) عام 2011 من مقديشو، حيث خسرت الحركة بعد ذلك القسم الأكبر من معاقلها، لكنها ما زالت تسيطر على مناطق ريفية شاسعة تستخدمها لشن عملياتها الانتحارية والاعتداءات التي غالبا ما تصل إلى العاصمة مقديشو. وقد تبنوا في الأشهر الأخيرة عمليات كبيرة في مقديشو وقواعد لاميسوم، كان آخرها اعتداء على فندق في العاصمة أوقع أكثر من عشرة قتلى من بينهم نائبان وشهد معارك استمرت أكثر من 12 ساعة مع قوات الأمن.
مشاركة :