بيروت رويترز أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان، أمس الجمعة، باستكمال قوات تحالف «سوريا الديمقراطية» تطويق مدينة منبج الخاضعة لسيطرة تنظيم «داعش» الإرهابي. في غضون ذلك؛ اتهم قياديٌ في المعارضةِ النظامَ بإرغام السجناء المفرَج عنهم على الانضمام إلى جيشه، مستشهداً بتقارير من سجن عدرا المركزي. القتال في منبج وأعلن المرصد سيطرة تحالف «سوريا الديمقراطية» بالفعل على الطريق الأخير المؤدي إلى منبج التابعة لمحافظة حلب «شمال» في وقتٍ مبكرٍ أمس. ويعتمد التحالف أساساً على المقاتلين الأكراد إلى جانب عدد أقل من العرب، ويتلقى دعماً أمريكياً يتمثل في نشر قوات خاصة على الأرض وقصفٍ جوي. وأكد مدير المرصد، رامي عبدالرحمن، قطعَ كل الطرق، وقال «لم يعد هناك أي طريق، كل الطرق قُطِعَت». وقدَّر عبدالرحمن عدد قتلى «داعش» في هذه المعارك بـ 160 مقاتلاً مقابل أكثر من 20 من «سوريا الديمقراطية». وكان التحالف الكردي- العربي، الذي يركز حصراً على قتال «داعش»، تقدَّم الخميس خلال معارك منبج ليصبح آخر طريقٍ مؤدٍ إلى المدينة في مرمى نيرانه. ومنذ مطلع الشهر الجاري؛ بدأ التحالف عملية عسكرية لتحرير منبج التي تُعد معقلاً للتنظيم الإرهابي في منطقة الحدود مع تركيا غربي نهر الفرات. وتتطلع واشنطن إلى مساهمة العملية في عزل التنظيم عن العالم كون المدينة تُعد آخر أرضٍ خاضعةٍ له على الحدود. ولم يتسن على الفور الحصول على تعليق من قياديي «سوريا الديمقراطية» على تقدُّم قواتهم. ويتعرض «داعش» حالياً إلى أقوى ضغطٍ عليه سواءً في سوريا أو العراق. وتقدمت «سوريا الديمقراطية» أيضاً في شمال محافظة الرقة (شرق سوريا)، فيما تعهدت بعدم شن هجوم فوري على منبج خوفاً على المدنيين. وفي الرقة أيضاً؛ أبلغ مرصد حقوق الإنسان عن سيطرة قوات النظام وحلفائه على تقاطع طرقٍ استراتيجي في المحافظة. ويؤدي تقاطع الطرق إلى مدينة الرقة (مركز المحافظة وأبرز معاقل داعش) وبلدة الطبقة القريبة التي تُعد أيضاً معقلاً للتنظيم. وتأتي السيطرة على التقاطع في إطار هجومٍ بدأه نظام بشار الأسد قبل أسبوع بدعم جوي روسي. ووفقاً للمرصد؛ باتت القوات الموالية لحكومة الأسد على بعد 15 كيلومتراً من الطبقة، فيما قُتِل عددٌ كبيرٌ من مسلحي «داعش» خلال الهجوم. مساعدات إلى دوما على صعيدٍ آخر؛ أعلن متحدثٌ باسم الأمم المتحدة أمس، دخول قافلة مساعدات إنسانية ضاحية دوما بعد موافقةٍ من جانب النظام. والضاحية القريبة من دمشق تُوالي المعارضة. وذكر المتحدث الأممي، ينس لايركه، أن «قافلة مشتركة من عدة وكالات إغاثة لإيصال الطعام والأغذية ومساعدات أخرى دخلت دوما». كانت الأمم المتحدة أشارت في وقت سابق إلى وصول قافلة مساعدات دولية إلى مدينة داريا التي تحاصرها قوات الأسد. ودخلت القافلة ليل الخميس- الجمعة لإيصال إمدادات غذائية لسكان داريا للمرة الأولى منذ عام 2012. تجنيد سجناء في هذه الأثناء؛ ندَّد رئيس الائتلاف الوطني المعارض، أنس العبدة، بممارسة النظام ضغوطاً على سجناء أطلق سراحهم شريطة انضمامهم إلى الجيش. واستشهد العبدة بتقارير من سجن عدرا المركزي قرب دمشق. ولفت إلى تقارير أولية تفيد بالإفراج عن ما بين 100 و150 سجيناً بموجب هذه الترتيبات، ونقلهم مباشرةً إلى خطوط القتال الأمامية في حلب والقامشلي. و«من المعتقد أن النظام يميل لنقل هؤلاء إلى الخطوط الأمامية في مواجهة تنظيم داعش للحد من احتمالات انشقاقهم»، بحسب العبدة.
مشاركة :