تعاني مختلف مدن العالم المزدحمة من مشاكل مرورية معقدة باتت تؤرق المسؤولين فيها، وتحرض على إبداع حلول لها تحد من هدر الوقت وارتفاع تكاليف الوصول إلى مكان العمل. وتؤدي الازدحامات المرورية إلى رفع تكلفة الاختناقات في شوارع العواصم الكبرى إلى أكثر من 16 مليار دولار سنوياً لكل مدينة، وما يزيد على ثلث تلك التكلفة، أي حوالي 6 مليارات دولار، سيدفعها أنت وغيرك من الأشخاص الذين يستخدمون شبكات النقل المزدحمة للوصول إلى أعمالهم أو مدارسهم أو مرافق الخدمات. ويتحمل أرباب العمل مبلغاً أكبر من ذلك يقدر بنحو 8 مليارات دولار، وفقاً لتقرير صادر عن مكتب البنية التحتية والنقل والاقتصاد الإقليمي في أستراليا. التكاليف في دبي رغم التكاليف الباهظة للازدحام في الإمارات سنوياً، لم تصدر دراسة تبين التكاليف الباهظة للازدحام على مستوى الدولة، وكل ما صدر في هذا الاتجاه كان خلال مناقشة التكاليف مشروع تقييم إدارة الحوادث المرورية في إمارة دبي، بين هيئة الطرق والمواصلات والقيادة العامة لشرطة دبي ودراسة تطبيق وحدات لإدارة الحوادث المرورية. وتم خلال الاجتماع استعراض التقرير الذي قدمة الاستشاري المكلف بدراسة مشروع تقييم إدارة الحوادث المرورية في إمارة دبي، ومقارنتها بأفضل الممارسات العالمية في الدول المتقدمة مرورياً، مثل بريطانيا وأمريكا وسنغافورة، حيث أثبتت الدراسة أن تكلفة الازدحامات المرورية في دبي تقدر بنحو ثلاثة مليارات و500 مليون درهم سنوياً، منها مليار و800 مليون درهم بسبب الازدحامات المرورية الناجمة عن الحوادث المرورية، أي ما يعادل 51% من إجمالي تكلفة الازدحامات، بينما تصل هذه النسبة إلى 25% فقط في الدول المتقدمة مرورياً، كما أوضحت الدراسة تطور طرق إمارة دبي بنسبة 48% خلال الفترة بين عام 2006 و2014، وارتفاع نسبة الحوادث بمقدار 16% مقارنة بين عام 2011 و2013، وزيادة كبيرة في أعداد المركبة وتوقع زيادتها بشكل كبير في السنوات القادمة، وتحديداً مع اقتراب انطلاق معرض إكسبو 2020. 85 دقيقة يومياً ومن المتوقع أن ترتفع تكاليف الازدحام في العواصم إلى 37 مليار دولار خلال الأعوام ال15 المقبلة. ووفقاً للتقرير، فإننا يضيع منا ما معدله 85 دقيقة يومياً في محاولة للوصول إلى وجهاتنا في المدن التي نعيش فيها. كما أن مزيداً من الناس يقطعون مسافات طويلة، في حين أن الطرق المسدودة تضر بالاقتصاد وأساليب الحياة المدنية. وبلغ متوسط تكاليف الازدحامات المرورية في العواصم الكبرى في عام 2015 نحو 16.5 مليار دولار في كل مدينة، أي بزيادة 30% على تكاليف العام 2010 التي بلغت 12.8 مليار دولار. وبلغت تكاليف الازدحامات المرورية هذا العام نحو 6 مليارات دولار تحملها الأفراد الذين يعانون من صعوبات في الوصول إلى أعمالهم بسبب الزحام المروري، بينما تكبدت الشركات 8 مليارات دولار، وبلغت تكاليف تصليح المركبات وصيانها 1.5 مليار دولار، إضافة إلى مليار دولار تكاليف تتعلق بتلوث الهواء. توقع أن يزيد التأخر من جهة أخرى، تشير الإحصاءات إلى أن حوالي 87% من سكان عواصم العالم ينتقلون بسياراتهم الخاصة، ومن المتوقع أن ترتفع المسافة التي تقطعها كل مركبة بنسبة 2% سنوياً حتى عام 2030. ويتوقع التقرير أن يزيد التأخر بسبب الازدحامات المرورية بنفس المعدل. مؤكداً أن هذه الازدحامات المرورية سترفع التكاليف إلى نحو 30 مليار دولار بحلول عام 2030. وفي أستراليا تتصدر مدينة سيدني قائمة المدن من حيث حجم الاختناقات المرورية. وبلغت تكلفة الزحام المروري في نيو ساوث ويلز نحو 6.1 مليار دولار في عام 2015، ومن المتوقع أن ترتفع التكلفة إلى 12.6 مليار دولار خلال ال15 عاماً المقبلة. وفي ملبورن، سترتفع تكلفة الاكتظاظات المرورية من 4.6 مليار دولار إلى 10.2 مليار دولار، في حين أن التكلفة في بريسبان ستنمو من 2.3 مليار دولار إلى 5.9 مليار دولار، وفي بيرث من ملياري دولار إلى 5.7 مليار دولار، أما في أديلايد من 1.1 مليار دولار إلى 2.3 مليار دولار، وكانبيرا من 200 مليون دولار إلى 400 مليون دولار. في سياق متصل، سترتفع تكلفة الازدحامات المرورية في هوبارت من 90 مليون دولار إلى 160 مليون دولار، وداروين من 30 مليون دولار إلى 70 مليون دولار. وخلال معظم النصف الأول من القرن العشرين، قضى سكان العاصمة أكثر من ساعة يومياً وهم يتنقلون في شوارع المدينة أي نحو 64 دقيقة لكل فرد. وفي عام 2012، كشفت دراسة بريطانية أن الازدحامات المرورية تكلف ألمانيا سنوياً 5.64 مليار يورو وفرنسا 5.55 مليار يورو وبريطانيا 3.62 مليار يورو. المدن الأكثر ازدحاماً تشير دراسة أعدها معهد المواصلات في تكساس إلى أن متوسط عدد الساعات التي تهدر يومياً في المدن ال15 الأكثر ازدحاماً بلغ 63 ساعة يومياً لمجموع الموظفين في هذه المدن عام 2015. وأن متوسط الزمن الذي يستغرقه الوصول إلى العمل فيها 1.32 ساعة، وأن متوسط الزيادة في استهلاك البنزين يومياً وصل إلى 27 غالون في حين بلغ متوسط الزيادة في التكاليف في المدن ال15 1433 دولاراً. وتصدرت واشنطن مثلاً قائمة المدن ال15 من حيث متوسط الهدر في زمن الوصول إلى العمل الذي بلغ 80 ساعة سنوياً، مقارنة مع 42 ساعة في مدينة سان دييغو بولاية كالفورنيا التي احتلت المرتبة الأخيرة على المقياس. وجاءت مدينة لوس أنجلوس في المرتبة الأولى على مقياس زمن الوصول إلى العمل الذي يستغرق فيها 1.43 دقيقة، مقارنة مع 1.24 دقيقة في أطلانطا وديترويت. وتصدرت واشنطن العاصمة القائمة في الزيادة في استهلاك البنزين، حيث بلغ متوسط الزيادة فيها 35 غالون للسيارة الواحدة، مقارنة مع سان دييغو التي بلغ الرقم فيها 11 غالون. وعلى صعيد الهدر في التكاليف سجلت واشنطن رقماً قياسياً بلغ 1834 دولاراً للسيارة الواحدة في حين تراوح الرقم في مدن أخرى بين 112 دولاراً لمدينة فيلادلفيا و1496 دولاراً في هيوستن. وكشف المعهد أن عدد الساعات التي تهدر في أكبر 75 مدينة أمريكية بلغ 3.6 مليار دولار عام 2013 ناتجة عن استهلاك إضافي في الوقود تجاوز 5.7 غالون من البنزين والديزل أو ما يعادل 12 مليار لتر. وكان لذلك التأخير والهدر تأثير سلبي واضح على إنتاجية العاملين متسببة في خسائر بلغت 67.5 مليار دولار أو ما يعادل 0.7% من الناتج الإجمالي المحلي.
مشاركة :