لم يكتف الأهلاويون بثنائية ذهب الدوري وكأس خادم الحرمين في الموسم الفائت، إذ واصلت إدارة النادي العمل دون كلل أو ملل، لتحضير الفريق الكروي لبداية أقوى في الموسم المقبل، فجاء الإعلان بعد دقائق من انقضاء نهائي كأس خادم الحرمين، عن التعاقد مع مدرب التعاون السابق البرتغالي جوزيه قوميز بديلاً عن المدرب المستقيل كريستيان غروس، كأولى الخطوات المميزة لإدارة الأهلي، والتي كشفت بخطوتها الباكرة عن تميز العمل الإستراتيجي المنظم داخل النادي، واكتساب المزيد من الوقت قبل التحضيرات المقبلة، وأهمها تحديد موعد المعسكر الإعدادي. وفي الوقت الذي انشغلت فيه جل الأندية المنافسة بقضايا الديون واستقالات رؤساء مجالس الإدارات وإقالات المدربين، ظلت إدارة الأهلي بدعم الشرفي الكبير الأمير خالد بن عبدالله، وبقيادة رئيس النادي مساعد الزويهري، تعمل بفكر وهدوء ورؤية، تتفادى أخطاء الماضي وتستشرف المستقبل القريب، فتحركت الجهود في كل اتجاه للحفاظ على مكتسبات الفريق، وفتح صفحة جديدة من المنجزات المنتظرة. وعلى الرغم من الشائعات التي تحيط بإدارة الزويهري بين خلافات مبطنة واستقالات غير معلنة، لم يثن ذلك اللغط مسيري الفريق من المضي قدماً في كسب الصفقات المميزة في السوق المحلي، فكان نجما الوسط عبدالفتاح عسيري من الاتحاد وعلي عواجي من الوحدة أبرز هذه الصفقات، إضافة الى كسب توقيع المدافع الشاب فهد الحربي من الرائد للانضمام إلى صفوف الأهلي، تحسباً لرحيل مدافع الفريق الخبير أسامة هوساوي، فيما مازال العمل يتواصل على صعيد اللاعبين الأجانب، وتتسارع الخطى لإعلان الاستعدادات الباكرة لموسم يحمل الكثير من الطموحات الأهلاوية. إدارة الأهلي تقدم حتى الآن نموذجاً رائعاً في فن الإدارة والتخطيط الكروي المميز، الذي يهتم بالتفاصيل الصغيرة ويرسم الخطوط العريضة، لصياغة الحروف الأولى في رحلة التفوق لمواسم طويلة، إن استمر العمل بذات الجودة والوتيرة التي تشهدها أركان النادي الأهلي، وتبث معها الطمأنينة والسعادة في قلوب محبيه ومدرجاته الكبيرة.