معركة الفلوجة.. «داعش» يلجأ إلى الهجمات الانتحارية

  • 6/12/2016
  • 00:00
  • 3
  • 0
  • 0
news-picture

يعقد الرئيس الأميركي باراك أوباما اجتماعا مع فريقه الأمني يوم الثلاثاء المقبل، للوقوف على مدى التقدم المحرز في مواجهة تنظيم داعش وإحباط مخططاته للقيام بهجمات إرهابية. ويأتي هذا الاجتماع بعد أن دخلت المعركة التي تدعمها الولايات المتحدة لاستعادة مدينة الفلوجة أسبوعها الثالث، فيما أعلن مسؤولون بوزارة الدفاع الأميركي أن الحملة الجوية التي تقودها أميركا تقوم بتكثيف الضربات ضد أهداف للتنظيم، مما دفعه إلى اللجوء بشكل متزايد إلى الهجمات الانتحارية ضد أهداف مدنية، مؤكدين أن القيام بالعمليات العسكرية ضد «داعش» يجري بدقة وعناية لحماية المدنيين. وقال الكولونيل كريس جارفر، المتحدث باسم قوات التحالف التي تقودها الولايات المتحدة في بغداد، إن الطائرات الحربية الأميركية شنت 31 غارة جوية خلال الأسبوع الماضي في جميع أنحاء الفلوجة، وتواصل الضغط على «داعش» في جميع أنحاء المدينة من خلال تبادل المعلومات الاستخباراتية والمراقبة والدعم والاستطلاع لقوات الأمن العراقية. في هذه الأثناء، أكد بريت ماكغريك، المبعوث الرئاسي الخاص لقوات التحالف لمحاربة «داعش»، في مؤتمر صحافي بالبيت الأبيض، أن المعركة ضد «داعش» يحقق نتائج جيدة ويتقدم في مواجهة التنظيم الذي يفقد كثيرا من موارده ويفقد الأراضي التي يسيطر عليها. وأبدى المبعوث الرئاسي الخاص تفاؤله حول التقدم في معركة استعادة الفلوجة في العراق، إلا أنه أشار إلى قلق بلاده من ارتكاب الميليشيات الشيعية انتهاكات في الفلوجة. وأوضح أن لديهم تأكيدات من قادة الوحدات الشيعية أنفسهم ومن القادة العراقيين أن تلك الانتهاكات غير مقبولة، وأنه سيتم محاسبة المسؤولين عنها. وشدد ماكغريك على أن قوات التحالف استطاعت تقييد حركة سفر المقاتلين الأجانب من وإلى سوريا، للانضمام إلى التنظيم. كما عززت قدراتها للحصول على معلومات استخباراتية من داخل التنظيم أدت إلى النجاح في استهداف الموارد المالية له، وفي استهداف مواقعهم ومخازنهم وأماكن التدريب. وأشار ماكغريك إلى أن عدد المقاتلين الأجانب حاليا يتراوح ما بين 18 ألفا إلى 25 ألفا، والهدف هو الحرص على تشديد تحرك المقاتلين، إلا أن التنظيم أصبح يروج للذهاب إلى ليبيا بدلا من سوريا، بعد أن أصبح من الصعب السفر إلى سوريا، وهو ما يدفع «داعش» إلى إلهام مناصريهم بارتكاب هجمات داخل أوطانهم، وهو تحدٍّ نركز عليه الآن، وكلما زاد الضغط على التنظيم نجحنا في منع هجمات خارجية. وأوضح المبعوث الرئاسي للتحالف الدولي أن القوات العسكرية تعمل في خمسة مجالات لمكافحة التنظيم المتشدد، منها الجانب العسكري والمالي والاستخباراتي وتقديم قوات للتدريب العسكري والمشورة، إضافة إلى جانب مكافحة آيديولوجيا التنظيم، وأوضح أن 12 دولة من الدول المشاركة في التحالف تشارك في الجانب العسكري، وقامت عدة دول مثل بلجيكا وفرنسا وبريطانيا بتكثيف مشاركتها العسكرية خلال الأشهر الخمسة الماضية، وقامت بزيادة الهجمات العسكرية ضد «داعش» في الرقة بنسبة 100 في المائة، وهناك 20 دولة لديها قدرات على الأرض ومستشارون يقدمون التدريب والمشورة، وهناك دول مثل الإمارات العربية المتحدة وماليزيا تعمل على مواجهة آيديولوجيا التنظيم المتشدد. وحول تسريع وتيرة القتال قال المتحدث باسم قوات التحالف كريس جارفر، إن لدينا جدولا زمنيا حول السرعة التي نريد أن تسير بها هذه العملية، وكلما اقتربنا من الفلوجة اشتد القتال، وأصبح القتال أكثر صعوبة، إضافة إلى سخونة الجو في شهر يونيو (حزيران)، مما يجعل القتال أصعب داخل المدينة. وأوضح البنتاغون أن الضربات الجوية لقوات التحالف دمرت ما يقرب من 500 مليون دولار من المخزونات النقدية لتنظيم داعش، وأدت إلى قطع عائدات النفط بنسبة تصل إلى 50 في المائة. وقال الجنرال تشارلز براون، الذي يتولى قيادة القوات الجوية الأميركية في الشرق الأوسط، إن تنظيم داعش يفقد كثيرا من نفوذه وسيطرته، وأصبح «داعش» يتحرك بأعداد أقل ويحقق أهدافا أصغر، ويواجه كثيرا من التحديات، وقال «إنهم يفقدون كثيرا من الموارد، ونعمل على مواصلة الضغط على التنظيم». وتقدر وزارة الدفاع الأميركية تكلفة التدريب والأسلحة التي تدفقت إلى الجيش العراقي على مدى العامين الماضيين بأكثر من 1.6 مليار دولار. ويقول مسؤول عسكري إنه منذ سقوط الموصل في يد «داعش» قبل عامين وفرار عشرات الآلاف من الجنود العراقيين من المدينة، وضعت خطة لمعالجة نقاط الضعف في الجيش العراقي الذي سمح بسقوط المدينة مثل الاستخبارات والقضايا اللوجيستية والفساد وسوء القيادة. ويضيف المسؤول أن العراق سيحتاج إلى مساعدة كبيرة خلال السنوات المقبلة إذا نجح الجيش العراقي في معركته ضد المسلحين من «داعش». يذكر أن الولايات المتحدة أنفقت أكثر من 20 مليار دولار لإعادة بناء الجيش العراقي بعد حل الجيش في أعقاب الغزو الأميركي للعراق عام 2003. وتصاعدت الانتقادات والغضب ضد إدارة الرئيس أوباما بعد أن انهار الجيش العراقي بعد أقل من ثلاث سنوات من انسحاب الولايات المتحدة من العراق عام 2011. وفي محاولة للرد على صعود تنظيم داعش وضعت إدارة الرئيس أوباما خطة لإعادة تدريب وتجهيز عناصر الجيش العراقي وإنشاء وحدات قادرة على هزيمة المسلحين في الموصل بدلا من إعادة بناء الجيش العراقي بأكمله، وهو ما اعتبره الجنرال شون ماكفرلاند، قائد القوات الأميركية وقوات التحالف في العراق، أن تدريب تلك الوحدات يعد أفضل تدريب في مواجهة «داعش».

مشاركة :