لفت الانتباه

  • 1/23/2014
  • 00:00
  • 2
  • 0
  • 0
news-picture

ميزة الوظيفة الحكومية أن العمل يأتي إلى الموظف، فهو لا يبحث عنه ولن يبحث إلا بمطرقة من أعلى، لكن المطرقة لا تتوافر إلا لصاحب معرفة أو واسطة. والإنتاجية مسألة لا علاقة لها بواجبات الوظيفة مثلها مثل الترقية بدليل «اركله إلى أعلى»، أو قم بتسويق من ترغب في التخلص منه في إدارتك إلى جهة أخرى ولو احتلّ مكاناً أكثر أهمية! الإنتاجية يمكن تلوينها وتفريغها من مضامينها، قد تكون الخدمة الشخصية للمدير أو من يديره هي لب الإنتاجية، في العمل الحكومي المعاملة من دون محرك، وعجلاتها لن تتحرك إلا بمراجعة صاحب الشأن، وعليه النظر في وضع هذه العجلات ومحاولة انتزاعها من أكوام الرمل. ما الذي يدفع رجلاً إلى محاولة الانتحار بالصعود على برج أو بناية إلا محاولة لفت الانتباه، وما الذي يدفع امرأة إلى الظهور على شاشة فضائية لبث شكواها من عدم الحصول على علاج إلا محاولة لفت انتباه المعني للوفاء بالاحتياجات. عدم الشعور بالاهتمام يدفع إلى البحث عنه، وكلما كانت الحاجة ضرورية وضاغطة على الإنسان كان الخروج للفت الانتباه مدوياً وأكثر خطورة، صحيح أن في ممارسات لفت الانتباه «عشوائيات»، إلا أننا نعلم أنها ضئيلة ومن السهولة كشفها، مشكلة الأجهزة الحكومية أنها لا ترى عوج رقبتها مثل الجمل سفينة الصحراء، لكن عوج رقبة البعير له وظيفة، فما هي وظيفة عوج جهاز حكومي؟ والمشكلة أيضاً أن المرآة الصحيحة الشفافة غير متوافرة، وإذا توافرت في لحظة ما لتظهر الصورة الدقيقة يجري الطمس عليها بسرعة ومن دون كلل أو ملل.   www.asuwayed.com asuwayed@

مشاركة :