نصبح إذ نصبح وقد أصبح الملك لله الذي أحيانا بعد ما أماتنا وإليه النشور، ونصبح هذا اليوم إذ نصبح على المقولة الشعرية التاريخية الخالدة لأخطبوط الشعر العربي وأميره الفيلسوف أبو الطيب المتنبي: الخيل والليل والبيداء تعرفني.. والسيف والرمح والقرطاس والقلم أنا الذي نظر الأعمى إلى أدبي.. و أسمعت كلماتي من به صمم وننطلق إذ ننطلق من تلك المقولة الشعرية الشاخصة ببصرها وبصيرتها نحو الاعتداد بالنفس وبالأنفاس الغنية بِمَلَكَةِ الكلمة الصامدة في وجه أدعياء الشعر والحكمة والمعنى الجزيل، إلى الرسالة المسترسلة في حكمتها القيادية والثقافية المنبعثة من الأمسية الرمضانية التنويرية التي جرى تنظيمها الليلة قبل الماضية من قِبَل المكتب الإعلامي لحكومة دبي والتي جمعت صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي رعاه الله وإعلاميي دولة الإمارات العربية المتحدة الذين يعول عليهم أمانة الكلمة في كل حقل وميدان: {الخطاب الإعلامي المتوازن جسر لعبور التحديات. الإعلام خط الدفاع الأول لحماية المكتسبات والمنجزات الحضارية. المنطقة أحوج ما تكون لخطاب إعلامي متوازن يخلو من المغالاة. على فرسان الكلمة إشهار أقلامهم دفاعاً عن الحق في مواجهة الإرهاب. نشر التفاؤل والسعادة بين الناس يمكنهم من الوصول إلى غد أفضل. المسؤولية الملقاة على الإعلام تتزايد بتصاعد وتيرة تحديات المنطقة. الإعلام الدرع الواقية من مخاطر تهدد أمتينا العربية والإسلامية. الرسالة الإعلامية الناجحة تبرز الإنجازات وتعرض السلبيات وتقدم نقداً بناءً. اجعلوا أقلامكم مشاعل تتبدد معها ظلمة الباطل وتنثر ضياء الأمل. تواري دور الإعلام الواعي خلق فراغاً تملؤه القوى الظلامية بأفكار هدّامة}.. تلك هي الخطوط العريضة للرسالة الصادرة عن رجل دولة وثقافة وعلم ورؤية ثاقبة نحو مستقبل يستمد طاقته من حاضر متحضر مؤسس على ماضٍ عريق. وتلك رسالة تقود معشر الإعلاميين والمثقفين والأدباء نحو ضرورة التمسك بثوابت الكلمة المعتدة بلبناتها الأساسية وبرؤيتها نحو التعامل مع مكتسبات الأمة بوعي ودراية، بما يحفظ ماء الحضارة ويحفظ أمن البلاد والعباد، وبما يشهد بأنه لا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله. تلك رسالة سامية تعود بنا إلى مرابع الطفولة الأولى، إلى مقاعد الدراسة الأولى، وإلى الدرس العربي الأول في مناهجنا القديمة قدم التاريخ والجغرافيا والجيولوجيا الوطنية: (مع حمد قلم وورق). ولأن القلم والورق مرهونان ببعضهما، حري بنا معشر الإعلاميين والمثقفين والأدباء أن نتمسك بثوابت لغتنا العربية وديننا الإسلامي الحنيف، نحو إشهار أقلامنا لتبني الكلمة الرامية إلى بناء الوطن وإحقاق الحق والوقوف بثبات في وجه الباطل بكافة صوره وأشكاله وألوانه، بالحجة والبرهان، وبأدب الحوار والحديث مع الآخر دون إفراط أو تفريط. ولنكن كما أبا الطيب المتنبي نحو أن يعي العالم كلمتنا المكتوبة والمنطوقة والمسموعة: أنا الذي نظر الأعمى إلى أدبي، وأسمعت كلماتي من به صمم. عبد الله محمد السبب a_assabab@hotmail.com
مشاركة :