وصف إستراتيجيون مصريون زيارة ولي ولي العهد الأمير محمد بن سلمان إلى الولايات المتحدة الأمريكية، بأنها سياسية اقتصادية مهمة ستدعم الشراكة الإستراتيجية بين الرياض وواشنطن، وبالتالي خدمة قضايا المنطقة. ورجحوا في تصريحات لـ«عكاظ» أن تستحوذ رؤية «المملكة 2030» وبرنامج التحول الوطني على مباحثات ولي ولي العهد مع المسؤولين الأمريكيين. ورأى السفير رخا أحمد حسن عضو المجلس المصري للشؤون الخارجية، أن المملكة تتجه للحفاظ على علاقاتها الإستراتيجية مع واشنطن، مشيرا إلى أن مباحثات ولي ولي العهد تتناول ملفات مهمة في مقدمتها مكافحة الإرهاب. وتوقع أن تدخل الرياض مع واشنطن في شراكات اقتصادية تحقق مصالح الطرفين من ناحية، وتقلل من حدة التوترات السياسية بينهما لصالح الاستقرار السياسي والأمني ليس للبلدين فحسب، بل للعالم العربي والإسلامي. وفيما أكد السفير عبدالرؤوف الريدي مساعد وزير الخارجية السابق أن واشنطن حريصة على تعزيز الشراكة مع الرياض باعتبار أن السعودية تلعب دورا إستراتيجيا في دعم الأمن والاستقرار في المنطقة، رأى خبير العلاقات الدولية في مركز دراسات الأهرام الدكتور سعيد اللاوندي أن لقاءات الأمير محمد بن سلمان مع المسؤولين السياسيين والاقتصاديين الأمريكيين، تؤكد أن المملكة عازمة على المضي قدما وفق «رؤية 2030» بزيادة الانفتاح الاقتصادي على كافة دول العالم، مشيرا إلى أن التعاون بين البلدين سيسهل إجراءات دخول استثمارات الشركات العالمية مباشرة إلى الأسواق السعودية. أما المحلل العسكري وعضو المجلس المصري للشؤون الخارجية اللواء محمود منير حامد، فقال إن واشنطن تسعى دائما إلى التقارب مع الرياض، وترى أن كل الملفات التي يجب أن تعالج لا بد أن تمر عبر الرياض. وأضاف أن الأهمية الاقتصادية للمملكة تفرض على الإدارة الأمريكية احترام الدور السعودي. ووصف العلاقات السعودية الأمريكية بالتاريخية والقوية. تحديد التوجهات وأشار أستاذ العلوم السياسية الدكتور محمد مجاهد الزيات رئيس المركز القومي لدراسات الشرق الأوسط، إلى أن زيارة الأمير محمد بن سلمان لواشنطن تكتسب أهمية كبرى لأنها تحاول استقراء الموقف الأمريكي من السياسات تجاه العديد من الملفات الساخنة. وقال إن زيارة ولي ولي العهد ولقاءه مع المسؤولين الأمريكيين ستسهم في تحديد التوجهات السياسية المشتركة بين الجانبين بما يخدم مصالحهما المشتركة. من جانبه، قال الدكتور جمال زهران البرلماني المصري السابق وأستاذ العلوم السياسية في جامعة قناة السويس أن زيارة الأمير محمد بن سلمان لأمريكا تأتي في توقيت كسبت فيه السعودية معركة دبلوماسية نجحت من خلالها في حذف اسم التحالف العربي لدعم الشرعية في اليمن من القائمة السوداء للكيانات التي تنتهك حقوق الأطفال. ولفت إلى أن الزيارة بقدر ما تحاول استكشاف ملامح العلاقات السعودية الأمريكية بعد مرحلة الرئيس أوباما، فإنها تحاول توطيد علاقات سياسية مع واشنطن تقوم على لغة المصالح المشتركة. واعتبر الدكتور جهاد عودة أستاذ العلوم السياسية في جامعة حلوان أن زيارة الأمير محمد بن سلمان للولايات المتحدة الأمريكية ولقاءاته مع الأمريكيين فرصة كبرى لمعالجة فتور العلاقات بين البلدين واستعادة عناصر قوتها وتفعيلها في مسار إستراتيجي يحقق مصالح الطرفين. ورأى أن الزيارة تحقق رغبة الطرفين في التوصل لحلول مرضية بشأن عدة ملفات ثنائية ودولية. وشدد على أن توجه المملكة للتعاون الاقتصادي مع أمريكا يحقق مصالح مشتركة بينهما، مستدلا بما أعلنه وزير التجارة والاستثمار السعودي ماجد القصبي، عن أن زيارة الأمير محمد بن سلمان ستتضمن توقيع عقود مع شركات عدة.
مشاركة :