ترتبط المملكة العربية السعودية والولايات المتحدة الأمريكية بعلاقات قديمة وراسخة، تعتمد على المصالح المشتركة، والرغبة الجادة من قبل قيادة البلدين في تعزيزها؛ لتحقيق تطلعات الشعبين الصديقين. وانطلقت تلك العلاقة من منظور السياسة الخارجية للملك عبدالعزيز -رحمه الله- القائمة على استقلالية القرار والبحث عن العلاقة التي تحقق مصالح البلاد دون تعرضها لأي تأثيرات سلبية، والمبنية على تنويع الصلات الدبلوماسية مع جميع الدول، وفقاً للمبادئ التي تقوم عليها البلاد. وأثبتت الأحداث وتاريخ العلاقات بين الرياض وواشنطن، أن تطوير تلك العلاقات بات مهماً، لتأكيد استقرار العالم على وجه العموم، ومنطقة الشرق الأوسط بصفة خاصة، ومن هنا كانت الدولتان حريصتين على تطوير الشراكة بينهما بشكل أكبر وأعمق، يحقق الكثير من الفوائد المرجوة، ويساعد على ذلك ما تتمتع به البلدان من ثقل "استثنائي"، كلّ في محيطها. وتهدف الزيارة المرتقبة للرئيس الأمريكي بايدين للسعودية إلى تعزيز تلك العلاقات في كل المجالات، إلى المستوى المأمول، والتوسع في الشراكة الاستراتيجية بين البلدين، بما يحقق المصالح المشتركة بين الرياض وواشنطن. مكانة عالية فالمملكة لديها مكانة دينية كبرى في منطقة الشرق الأوسط، وتحتضن الحرمين الشريفين، وتقود العالمين العربي والإسلامي، وتذود عن الإسلام، فضلاً عن مكانتها الاقتصادية كأكبر منتج للنفط في العالم، والولايات المتحدة الأمريكية صاحبة أكبر قوة اقتصادية وعسكرية على كوكب الأرض، وتمتلك نفوداً لا مثيل له. وأدركت المملكة ما تتمتع به من مكانة عالية، وقامت بأدوار مهمة، تستهدف تفعيل مبادرات عملاقة، لخدمة دول العالم، كان آخرها مبادرات الشرق الأوسط الأخضر، والمملكة الخضراء، التي أطلقهما سمو ولي العهد الأمير محمد بن سلمان، ومن قبلهما مبادرة الرياض الخضراء، باستثمارات بقيمة تزيد على 700 مليار ريال؛ بهدف المحافظة على كوكب الأرض من أي ملوثات محدقة به، ورحبت الولايات المتحدة الأمريكية بالمبادرات السعودية، ورأت أنها فعالة في مكافحة التغير المناخي. الحرص الأمريكي على التقارب من المملكة، ينبع من إيمان واشنطن بدور الرياض القيادي في العالمين العربي والإسلامي، بجانب دورها في الحفاظ على استقرار وأمن وازدهار منطقتي الخليج والشرق الأوسط، واستمرار التشاور حول العديد من القضايا الإقليمية والعالمية الحيوية للبلدين. مكافحة الإرهاب ويشهد تاريخ العلاقات بين السعودية والولايات المتحدة الأمريكية على تعاون بناء ومثمر بينهما في العديد من المجالات، كان أبرزها مكافحة الإرهاب، بعدما استفحلت شوكته في مناطق عدة حول العالم، حيث بذلت المملكة جهوداً في هذا المجال، إلى أن أصبحت في مقدمة الدول التي تحارب الإرهاب بطرق علمية، وأساليب جديدة تؤتي ثمارها، وتحقق الأهداف المأمولة، وهذا يفسر التقارب الكبير بين المملكة والسعودية في هذا الملف، والشراكة بينها في تفاصيله إلى أن حققت الدولتان أهدافهما مكتملة.
مشاركة :