يمكن إيجاز قيمة أدب نجيب محفوظ الأديب العربي الوحيد الحائز على جائزة نوبل بأن أعماله الأدبية لا زالت تؤرخ عن طريق السينما والتلفزيون رغم مرور سنوات طويلة على كتابتها ووفاة صاحبها، وقد كان آخر أعماله التي تحولت إلى مسلسل رواية " السيرة العاشورية" وكان ذلك قبل أربعة عشر عاماً ليبهرنا نجيب محفوظ بأن روايته " أفراح القبة" تشبه العزف المنفرد وسط صخب المسلسلات المعروضة في رمضان. ما هي أفراح القبة؟ هي رواية الصراع بين الحلم والواقع بعد هزيمة حرب عام 1967ولكنها لم تجعل من الهزيمة موضوعها بطريقة مباشرة، لكنها لا تخفي تركيزها على ما آل إليه وضع الإنسان العربي بعد الهزيمة، فهي في أكثر من موقع تفصل بين ذلك الزمان الماضي (ما قبل الهزيمة) والزمان الحاضر (ما بعد الهزيمة)، كما تركز كل فصولها على شخصيات مهزومة مغلوبة على أمرها، تشكو الحزن والقلق، العجز والاستسلام، اليأس والإحساس بالعار، مؤسسة خطابا استفهاميا إتهامياً: من المسئول عن هذا الوضع؟ ما الذي حدث؟ ما هذا الغامض الخفي الذي تسلل بيننا؟ وأين ذلك الإنسان القديم؟. ما تدعو له الرواية بعد هذه التساؤلات الرواية تدعو إلى استعادة الانسان لانسانيته بتطهيره من الفساد والشر، وترسيخ قيم الخير والروح والحلم بداخله، لأن الرواية تدور حول فرقة مسرحية تقرر أن تقوم بأداء مسرحية وهذه المسرحية تتساءل في حكايتها أيهما أقوى الواقع أم الحلم والاجابة هي الحلم بكل تأكيد. لماذا نجحت كعمل درامي على الشاشة؟ يقول المخرج المعروف توفيق صالح أن السينما المصرية هي نجيب محفوظ، ويعني أن رواياته هي الوحيدة التي نجحت لتصنف كأفضل أعمال سينمائية حين تحولت لأفلام مثل "الثلاثية" و"اللص والكلاب"، ولذلك فقد ظهرت الرواية على الشاشة بعوالم مدهشة ومبهرة استطاعت أن تشد المشاهد بسبب الاقتباس الذكي للمؤلف واختيار طاقم عمل متمكن استطاع أن ينقل عالم نجيب محفوظ بمهارة على الشاشة وهذا العالم يرفض أن يشيخ حتى بعد وفاة صاحبه .
مشاركة :