من الأراضي المقدسة، تجسد تكية خاصكي سلطان معنى التكافل والتراحم في شهر رمضان المبارك تلك التي تعود في بنائها للعهد العثماني. تقع تكية خاصكي سلطان التي كانت أكبر التكايا في فلسطين آنذاك شمال غرب المسجد الأقصى بموازاة قبة الصخرة المشرفة ، لتستمر في مساعدة الفقراء والمحتاجين والمسافرين وطلبة العلم منذ 500 عام وحتى اليوم. وفي السنوات الأخيرة، تكفلت هيئة الهلال الأحمر الاماراتية بتكاليف تحضير الطعام لفقراء القدس خاصة من المصلين في المسجد الأقصى وسكان المدينة. تاريخ المبنى في عام 1552، أمرت روكسلانة زوجة السلطان سليمان القانوني ببناء التكية لإطعام الفقراء ورواد مدينة القدس والمسجد الأقصى المبارك وطلبة العلم. لم يقتصر وجود التكايا في القدس حيث أنشأت روكسيلانة زوجة السلطان سليمان القانوني مساجد وتكايا وحمامات في مدن مختلفة مثل مكة وإسطنبول وأدرنة ودمشق. ولضمان استمرار العطاء فيها، جرى وقف دخل عدد من القرى والمشاريع ذات الأرباح، لتكيّة خاصكي سلطان لإيفاء متطلباتها ومصاريف العاملين فيها، إذ وصل عدد المشاريع والقرى الموقوفة على التكية إلى نحو 29 حسب ما ورد في وقفيّتها. أصل الكلمة ترجع كلمة التكية إلى الفعل اتكأ بمعنى استند أو اعتمد، وبالتالي تأخذ كلمة تكون التكية معنى مكان الراحة والاعتكاف. رمضان وفي شهر رمضان المبارك، تقدم التكية أكثر من ألف وجبة إفطار بشكل يومي توزع على كل من يقصدها من العائلات المقدسية والافراد إضافة إلى إرسال الوجبات إلى بيوت المحتاجين من الفقراء حيث يتضاعف العمل وتزاد وتيرته في هذا الشهر الفضيل. التكية اليوم وتعمل تكية خاصكي سلطان على مدار العام خمسة أيام في الأسبوع بفريق عمل يتكون من تسعة موظفين يشرفون على تزويد التكية باحتياجاتها اليومية، ومخزن ومدير وطباخين ومساعدين يشرفون على توزيع الطعام يوميًا بعد صلاة الظهر. تتكون التكية من مطبخ ضخم وفرنين وغرفة للاغتسال والوضوء و55 حجرة لسكن المجاورين إضافة إلى مسجد تم بناؤه لاحقا. تقدم التكية طعام الشوربة مع الخبز لزوار التكية وهي تصنع من القمح المجروش وغالباً ما يقدر اللحم أو اللبن.
مشاركة :