تكية "خاصكي سلطان"... صرح عثماني مفتوح للفقراء في شهر الصوم

  • 6/15/2017
  • 00:00
  • 1
  • 0
  • 0
news-picture

على بعد نحو مائة متر من أحد بوابات المسجد الأقصى، تقع تكية "خاصكي سلطان"، التي أنشأتها الدولة العثمانية، قبل نحو 465 عاما. وتقدم هذه "التكية"، الطعام المجاني للفقراء والمحتاجين، على مدار العام؛ لكن أهميتها تزداد خلال شهر رمضان. كما تقدم التكية (تعني الطعام المجاني)، خدماتها لعابري السبيل، وزوار القدس أيضا. وبحسب كتاب "المفصّل في تاريخ القدس"، لمؤلفه، عارف العارف، فإن السلطانة روكسيلانة، زوجة السلطان العثماني، سليمان القانوني، أنشأت هذا البناء، خلال زيارته للقدس، عام 1552م. وقال العارف في كتابه واصفا التكية، بأنها "من خيرة الأماكن الخيرية التي أنشأها الأتراك العثمانيون بالقدس، إذ منذ تأسيسها إلى الآن، يُقدم المشرفون عليها الغذاء لعدد كبير من الفقراء مجانا، وفي كل يوم". وأضاف:" إن نفقات التكية كانت تُدفع من ريع الأملاك التي أوقفتها السلطة لصالح التكية". وبحسب بعض المراجع التاريخية، فقد أُطلق على "التكية" هذا الاسم، نسبة لزوجة السلطان سليمان القانوني التي زارت مدينة القدس عام 1552، وأمرت بإنشاء المجمع الخيري لخدمة الأعداد الكبيرة من الزوار. وتعني "خاصكي سلطان"، محبوبة السلطان، وهو اللقب الذي كانت تحمله السلطانة "روكسيلانة". وأوقفت الدولة العثمانية الكثير من الأملاك في فلسطين، لصالح التكية، لكن إسرائيل صادرتها عقب تأسيسها عام 1948. وتشرف وزارة الأوقاف الإسلامية الأردنية، اليوم، على التكية، التي تعتمد في عملها على التبرعات.ويؤكد عزام الخطيب، مدير عام الأوقاف في مدينة القدس، على أهمية عمل هذه التكية خاصة في شهر رمضان. ويقول لوكالة الأناضول:" هنالك 9 موظفين في هذه التكية، والذين يعملون بطهي الطعام وتقديم أفضل الوجبات، ونحن نفتخر بهذا العمل ونفتخر أننا في خدمة المحتاجين والفقراء وعابري السبيل". وأضاف:" تعتبر هذه التكية مرفقا مهما في قلب القدس، بسبب الظروف التي يعاني منها أهل المدينة من بطالة وغلاء للأسعار، ووجودها واستمرارها يزيد من صمود المواطنين في المدينة المقدسة". وبحسب القائمين على التكية، فإنها توزع طوال أيام السنة (في غير شهر رمضان) يوميا "حساء"، لنحو 100 عائلة، وطعام ولحوم، يومين في الأسبوع. أما في أيام شهر رمضان، فإن التكية توزع يوميا وجبات ساخنة تحتوى على الأرز واللحوم والخضروات لنحو 200 أسرة. ويقول سمير أبو ليل، مدير شؤون الزكاة والخدمات الاجتماعية في دائرة الأوقاف بالقدس، إن التكية قامت من أجل تقديم وجبات الغذاء للفقراء والمحتاجين ورواد المسجد الأقصى. ويضيف لوكالة الأناضول:" في شهر رمضان يصبح العمل يوميا في التكية، حيث نقدم وجبة ساخنة من اللحم والأرز والحساء وغيرها، لما يقارب 150-200 عائلة". وأشار إلى أن تكلفة عمل التكية اليومي في رمضان يصل إلى (2100 دولار أمريكي)، يتكفل بدفعها "أهل الخير". ويبدأ عمل التكية في شهر رمضان، في ساعات الظهر، حيث يبدأ المحتاجون في التوافد عليها. وتقول السيدة "م.أ" والتي تعيش في مدينة القدس، إن التكية تمكنهم من الحصول على "قوت يومهم". وأضافت لوكالة الأناضول:" لدي من الأبناء خمسة، وزوجي مريض لا يمكنه إعالتنا، فبارك الله في القائمين على هذه التكية". أما المسن عابر السبيل، "ع. ك"، الذي قدم إلى القدس، من إحدى مدن الضفة الغربية، فيقول، إن "أهل الخير دلوني على التكية كي أتناول فيها طعامي". وأضاف لوكالة الأناضول:" تفاجأت من خدمتها الممتازة، وتقديمها الطعام لعابري السبيل أيضا وليس الفقراء فحسب، بل وتقدم طعام شهي ساخن أيضا". ويقول الطباخ سمير جابر (67 عام) الذي يعمل في التكية منذ 20 عاما، إنه يشعر بالفخر والسعادة، لعمله في التكية. وأضاف لوكالة الأناضول:" سعيد لعملي هنا، لأننا ندخل الفرحة على قلوب الفقراء والمحتاجين". ويتابع:" أشعر بالسعادة عندما أفرغ كل القدور الموجودة في المطبخ، فأنا أعتبر هذه التكية مثل بيتي الثاني، وعندما أطهو الطعام وكأني أطعمه لأهل بيتي، لذلك أعتني بطهي الطعام جيدا، وأقدمه ساخنا شهيا يدعو لي كل من يتناوله". ويضم بناء التكية، مطبخاً وفرناً وقاعة كبيرة لتناول الطعام، وغرفا لتخزين المواد التموينية، وخانا قديما كان اصطبلات للخيول، وأُلحق به فيما بعد مسجد أمرت زوجة السلطان ببنائه. ويضيف الطباخ جابر، إن "مساعدات أهل الخير مكنت التكية من الاستمرار، ناهيك عن جهود وزارة الأوقاف في الحصول على مساعدات تمكن الناس من الحصول على لقمة كريمة في ظل الظروف التي تعاني منها مدينة القدس المحتلة". الأخبار المنشورة على الصفحة الرسمية لوكالة الأناضول، هي اختصار لجزء من الأخبار التي تُعرض للمشتركين عبر نظام تدفق الأخبار (HAS). من أجل الاشتراك لدى الوكالة يُرجى الاتصال بالرابط التالي.

مشاركة :