صالحة عبيد قاصة إماراتية، مواليد الشارقة حاصلة على بكالوريوس هندسة إلكترونية من كليات التقنية العليا في الشارقة، وهي عضوة برابطة أديبات الإمارات، ومؤسسة للجنة نون للشباب في ندوة الثقافة والعلوم في دبي، وعضوة تحرير في مجلة بيت السرد، حصلت على جائزة العويس للإبداع فئة أفضل إبداع قصصي عن مجموعتها القصصية (خصلة بيضاء بشكل ضمني) في دورة هذا العام، كما حصلت على جائزة أبدعي للقصة القصيرة عام 2012 التي نظمتها رابطة أديبات الإمارات، صدرت لها عدة مجموعات قصصية هي: زهايمر، التي ترجمت إلى الألمانية، وساعي السعادة، وآيباد.. الحياة على طريقة زوربا، ثم خصلة بيضاء بشكل ضمني، ولها العديد من المشاركات الثقافية على المستويين المحلي والعربي. الخليج كان لها معها الحوار الآتي: } ما شعورك تجاه فوز مجموعتك خصلة بيضاء بشكل ضمني بجائزة العويس للإبداع القصصي؟ - لقد شكل الفوز بالنسبة لي اختباراً لخطوة جديدة، خاصة أن اللجنة في جائزة العويس للإبداع تتكون من متخصصين، وهذا زاد من سعادتي بالفوز، وأعتبر أن هناك نوعاً من النضج تم تدشينه في هذا الكتاب الذي صدر في معرض الشارقة الدولي للكتاب في عام 2015 عن دار كتّاب للنشر. } ما محور هذه المجموعة القصصية؟ - لقد حاولت أن التقط تفاصيل يومية صغيرة يمكنها أن تنسج مجتمعة أحداثاً كبرى، وحاولت أن أشير بها إلى الأشياء الضمنية، كالمخاوف اليومية للإنسان، الوحدة، الخوف، سيطرة الآخر، كما تناولت موضوع المرأة التي تحاول أن تجد ذاتها، وتطرقت أيضاً إلى قصة الشاعر محمد حسين بهنس الذي مات متجمداً في شوارع القاهرة، فكتبت نصاً يحكي لحظة وفاته، أيضاً كتبت قصة السيدة المصرية شيماء الصباغ التي استشهدت أثناء ثورة يناير بمصر، وتطرقت إلى قصة أم باسم الفلسطينية التي تزرع الورد مقابل القنابل التي يمطرها بها العدو، لقد اشتملت المجموعة على 15 نصاً، وجاءت في 180 صفحة من القطع المتوسط. } هل تميلين إلى اتجاه الواقعية في كتاباتك؟ - أميل إلى الواقعية الممزوجة بالخيال، فالأدب يستنطق الواقع من خلال الخيال. } كيف تنظرين إلى موقع القصة القصيرة في المشهد الثقافي الإماراتي؟ - القصة القصيرة في الإمارات تواجه ما تواجهه مثيلاتها في العالم العربي، لدينا نقص في فهم القصة القصيرة، ومعظم القرّاء يميلون إلى قراءة الرواية، كما تسود في الوسط الأدبي رؤيا ضبابية حول القصة القصيرة، وللأسف، فإن كثيرا من الروايات التي تصدر اليوم لا تستجيب لشروط الرواية. } البعض يقول إن الأجناس الأدبية مفتوحة على بعضها؟. - نعم، الإبداع مجال حر، ولكن، حتى حقول الأزهار لا تزهر إذا لم يكن هناك تنظيم للزهور، لدي اعتقاد بأن الشاعر يولد بملكة شاعرية، ولا يمكن تركيبها له إن لم يولد بها، وهذا هو حال فنون النثر، وغيرها من فنون الإبداع، والقصة القصيرة أيضا لها شروطها الخاصة ونظامها الذي تتبعه، وليس بالضرورة أن تكون نفس الشروط التي درسناها سابقا في المدرسة، ولكن وجود تنظيم، وحدود فاصلة بين الأجناس الأدبية يساعد الأديب أن يطور أدواته. } لمن تقرأ صالحة عبيد وبمن تأثرت في بداياتها؟ - أقرأ للجميع، وأنحاز للكتّاب الأجمل بغض النظر عن اسم الكاتب، وفي بداياتي تأثرت كثيراً بالقصص الإخبارية الواقعية، وفي طفولتي لم يكن خطي جميلاً، وكان والدي يطلب مني يومياً أن أنسخ ثلاثة موضوعات، كي يتحسن خطي، وكنت عادة ما أقرأ وأنسخ إحدى هذه القصص الإخبارية الواقعية بشكل يومي، ربما لهذا السبب أجدني أميل إلى الواقعية نوعا ما. } ما مشروعك الأدبي القادم؟ - بعد كل عمل يخرج للنشر أدخل في فترة ملاحظة وقراءة للورق وللعالم، أحاول التقاط أنفاس جديدة وأشرع بوابات الرؤيا على كافة الاحتمالات لعمل قادم ما زال مبهماً حتى الآن. } ماذا يحتاج القاص كي ينتج عملاً قصصياً جميلاً؟ - يصعب القول إن هناك خلطة جاهزة لذلك، فالموضوع يختلف من شخص لآخر، الأهم أولاً هو الوعي بمعنى الكتابة، وقيمتها، وما تتطلبه من ممارسة مستمرة للوصول إلى مرحلة النضج، وما يكتنفها أيضا من عثرات في بعض الأحيان، ومن مساحات للتحليق في أحيان أخرى، والوعي بأهمية أن نفتح قلوبنا وعقولنا على التفاصيل.
مشاركة :