أطفال سوريا يعانون تحت أنظار العالم

  • 6/15/2016
  • 00:00
  • 3
  • 0
  • 0
news-picture

لقد مضى زهاء ستة أشهر على إعلان مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة عن قرار يطالب بإنهاء أعمال القصف والتفجيرات التي تستهدف الأحياء المدنية في سوريا، ويدعو لوصول المساعدات الإنسانية الفوري إلى المناطق المحاصرة. كما انقضت أربعة أشهر تقريباً على وصف وزير الخارجية الأميركية جون كيري أعمال الحصار بـالكارثة في منحىً لم يشهد العالم نظيراً له منذ الحرب العالمية الثانية، وأشار إلى أنه من واجب جميع أطراف الصراع تسهيل عمليات وصول المساعدات الإنسانية إلى السوريين الذين هم في أشد الحاجة إليها. وصدر عن أحد المؤتمرات الصحافية الدبلوماسية الأخيرة، التي كان كيري حاضراً فيها، بيان يشير إلى التركيز على القيام بخطوات ملموسة في مجال تسليم المساعدات الإنسانية الملحة. ولم تصل أية مساعدات غذائية ذات قيمة كبيرة إلى داريا في ضواحي دمشق، أو حمص، أو عدد من المناطق المحاصرة التسع عشرة، التي يبلغ عدد سكانها أكثر من 500 ألف شخص حسب تقارير الأمم المتحدة. وقد قصفت الطائرات الحربية الروسية والسورية بشكل مكثف المناطق المدنية الخاضعة لمقاتلي المعارضة في حلب وإدلب. وأشار المرصد السوري لحقوق الإنسان إلى أن 500 مدني من بينهم 105 أطفال لقوا مصرعهم خلال 45 يوماً من القصف المتواصل على حلب. وتلاشت اتفاقية وقف إطلاق النار التي تفاوض كيري على بنودها، ولم تحترم روسيا وسوريا تنفيذها. أما ردّ إدارة الرئيس الأميركي باراك أوباما على ذلك فتمثل بانتظار نظام الرئيس السوري بشار الأسد لوقف إسقاط البراميل المتفجرة من المروحيات على المستشفيات والسماح بعبور قوافل المساعدات. وهي لا تزال تطلب من روسيا بدماثة الامتناع عن قصف المقاتلين الموالين للغرب وإرغام الأسد على النسج على منوالها. وأوضح بيان صادر عن وزارة الخارجية الأمر بالقول: إننا نتوقع أن ينفذ النظام التزاماته، وإننا نطالب روسيا بأن تمارس نفوذها لوضع حدٍّ لهذه السياسة اللاإنسانية. ويبدو أن الوعود بتسليم المساعدات جواً لم تكن سوى خطب لا أكثر. وقد حذر مسؤولان أمميان رسمياً في 26 مايو الماضي من أن جسر المساعدات الجوية التابع للأمم المتحدة لا يمكن مدّه إلا بإذن من نظام الأسد نفسه، الذي يعرقل قدر المستطاع وصول الإعانات براً. وقد طالبا أميركا وروسيا بـإيجاد سبيل ما لبدء عملية الإغاثة، إلا أن أميركا وبريطانيا صاحبتي اقتراح المساعدات جواً لم تبذلا جهوداً لجعل الأمر ممكناً، بل أصدرتا التماساً لحكومة روسيا التي تقصف الأحياء السكنية في حلب وإدلب. إنها كلمات مؤثرة، من اختصاص كيري أيضاً، الذي أوضح أن سكان المناطق المحاصرة: يأكلون أوراق الأشجار والأعشاب أو الحيوانات التي يتمكنون من اصطيادها. تجاوز لم يسقط أي من المساعدات الغذائية الموعودة من الجو، ولم يتم التنسيق للقيام بخطوة من هذا القبيل، كما لم يصرح مسؤولو الأمم المتحدة في هذا الخصوص وليس من المرجح أن يفعلوا ذلك قريباً. إنه موعد نهائي آخر يتبخر، وخط أحمر آخر يتم تجاوزه، حيث الأطفال في المناطق المحاصرة لا يزالون يعانون المجاعة.

مشاركة :