«المركاز» يعيد إلى ينبع عبقها القديم

  • 6/14/2016
  • 00:00
  • 3
  • 0
  • 0
news-picture

اشتهرت ينبع قديما بوجود «دكات» أو مركاز في كل حارة يجتمع فيه أهالي الحي في كل يوم، وخاصة في رمضان، حيث يلتقي أهل الحي بالمركاز، ليتناولوا وجبة الإفطار سويا، ومع مرور الوقت بدأت تندثر الدكات شيئا فشيئا، إلا أن الحنين للماضي يسري بعروق من عاصر تلك الفترة وخاصة بعد أن قل الاجتماع بين الأقارب كما كان سابقا. ولكن الزائر لينبع في رمضان هذه الأيام يلاحظ مركازا في أحد الشوارع الرئيسة أمام المحافظة، ليس لحارة معينة، وإنما لجميع أهالي ينبع، وأصبح يجمع كبار السن والشباب، ويتم خلاله تبادل أطراف الحديث وخاصة من كبار السن وذكرياتهم عن رمضان زمان. وحدثنا صاحب هذه الفكرة والمركاز وهو أحد أبناء ينبع والذي عرف عنه حبة لتراث وحفظه له، وهو عضو في اللجنة السياحية بالمحافظة العمدة أحمد عيد الذبياني، فيقول: عايشت الزمن الجميل بكل تفاصيله، وأصبحت أحن له هذه الأيام وخاصة إن لدي أبناء لم يعرفوا ذلك الزمن، وكذلك الجيل الحالي، ولذلك قررت عمل مركاز وسميته «ينبع زمان»، وهدفه فقط جمع كبار السن لكي يتحدثوا مع بعضهم البعض عن ذكرياتهم الجميلة وخاصة أوقات رمضان، وكذلك لكي يشاهد الجيل الحالي كيف كان يعيش الناس قديما. ويقول الذبياني: إنني راعيت في تصميم المركاز جميع مقتنيات الماضي، فعملت الواجهة من الرواشين القديمة التي كانت تزين بيوت ينبع قديما، وكذلك جميع الجلسات على كراسي مصنوعة من سعف النخيل، وتقف سيارة قديمة موديل 65 وكذلك بعض الدراجات النارية القديمة. ويضيف: إن كبار السن وأهالي ينبع من بداية رمضان أصبحوا يجتمعون في كل ليلة في المركاز ويتبادلون الحديث عن الحاضر والماضي الجميل، كما يتم تقديم الأكلات والمشروبات القديمة وهي موجودة في هذا الوقت ولكن طعمها في المركاز يعتبر له نكهة المكان بحنين إلى الماضي. ويقول الذبياني: إنه لم يتوقع أن يكون الإقبال بهذه الصورة الكبيرة، وقد تفاجأ بكثرة الحضور في كل يوم ومن جميع الأعمار، وزيارة كثير من المسؤولين والسمر في وقت رمضان حتى قبيل السحور. ويحكي العم أحمد ضاحي، أحد كبار السن المتواجدين في المركاز، عن رمضان في أوقات مضت، حيث يكون الاجتماع في الدكة أو المركاز، وكان الجار يسأل عن جارة، ويتقاسمان كل شيء بينهما. ويضيف: زمان كنا نعيش ونصوم في رمضان وقت الصيف ونعمل من بداية النهار إلى نهايته ونحن صائمون، وبعض الأحيان نصيف في ينبع النخل كونها تكون مصيفا لنا في ذلك الزمن، حيث لم يكن هناك مكيفات كما هو الآن، ويقول ضاحي: إن الأكل المفضل لديهم قديما كان الشربة والمقليات وهي لم تتغير عن أكلات هذا الوقت. ويقول العم محمد مستور حمزة: إن ينبع زمان لها حنين كبير، واليوم تذكرت تلك الأيام بعد أن شاهدت المركاز وشاهدت بعض كبار السن والشباب في المركاز، ويضيف: إن أكثر ما يميز العيش في الماضي هو اجتماع الناس ووقوفهم مع بعضهم في كل شيء، وعندما دعيت لهذا المركاز لبيت الطلب لكي أتذكر الماضي الجميل ونعطي هذا الجيل الجديد بعض المعلومات عن معيشتنا سابقا. المزيد من الصور :

مشاركة :