كالعادة، أعلن التنظيم الإرهابي «داعش» مسؤوليته عن المذبحة الإرهابية التي شهدتها مدينة أورلاندو في ولاية فلوريدا؛ إذ إن هذا التنظيم الإرهابي أطلق لتشويه صورة المسلمين في أي مكان من العالم، فبإلاضافة إلى تخصص هذا النبت الشيطاني في استهداف المسلمين وتدمير مدنهم ودولهم، كما في العراق وسوريا واختطاف شباب المسلمين وسوقهم إلى أماكن القتال لإبادتهم، يعمل هذا التنظيم على نشر الإرهاب والقتل في الدول الأخرى بزعم الدفاع عن الإسلام وقيمه، فيما يعد ما يقوم به حرباً شعواء على المسلمين في بلدانهم، أي أن المسلمين يجلبون الدمار والقتل للمسلمين وتدمير مدنهم، وفي بلاد الغربة يستعدي سكان تلك البلدان الذين استضافوا أبناء المسلمين ووفروا لهم العمل ومنحوهم كل الامتيازات التي يحصلون عليها كمواطنين، كخدمات العلاج والسكن، فيعملون على توجيه الشبهات والاتهام للمهاجرين من المسلمين بتبني كل عمل إرهابي أو إجرامي يقوم به مهاجر مسلم، نتيجة انحراف أخلاقي أو إجرامي، وحتى جنوني، فيقوم التنظيم الإرهابي بتبني ذلك العمل وإعطائه الصفة الإسلامية، في حين تتعارض كل تلك الأعمال مع المبادئ والقيم الإسلامية التي يعرفها كل مسلم سوي، أما الذين يجندون لخدمة أعداء الإسلام والمسلمين وتغسل عقولهم بأساليب برع فيها من تخصصوا في نشر الأفكار المنحرفة والمدعومون من دول وأنظمة أخذوا يجنون العديد من المكاسب السياسية والمادية نتيجة أفعال من ينتسبون لداعش، فالإسلام والمسلمون براء منهم. المسلمون لم ولا يمكن أن يقبلوا أو يسعوا إلى قتل الآخرين لمجرد اختلافهم معهم في المعتقد، وهؤلاء المنحرفون سلوكياً والمجرمون إن أرادوا أن يصلحوا أو يقيموا مجتمعات تؤمن بما يعملون من أجل تطبيقه عليهم أن يبقوا في بلدانهم يشاركون أهلهم الفقر والعوز والتخلف، لا أن يعاملوا من منحهم الأمان والعمل والعيش الكريم بنشر الإرهاب والقتل والإجرام. كل المسلمين الأنقياء البعيدين عن منظمات الإرهاب والتطرف يعلنون مع كل عمل من أمثال ما حصل في أورلاندو، يعلنون عن شجبهم ورفضهم لمثل هذه الأعمال القذرة، ومع هذا، فإن أصابع الاتهام توجه لكل المسلمين رغم أن من قام به شخص منبوذ، وأن الجماعة التي تدعي مسؤوليتها عنه يرفضها المسلمون ويصنفونها جماعة معادية وهو ما يهدف إليه من أوجد هذه المنظمات الإرهابية التي لم تنجح إلا في تشويه صورة المسلمين والتضييق عليهم في بلاد الغربة.
مشاركة :