ترامب وكلينتون يستغلان «مجزرة أورلاندو» للترويج لبرامجهما في مكافحة الإرهاب

  • 6/15/2016
  • 00:00
  • 6
  • 0
  • 0
news-picture

بعيدا عن الدفع باتجاه الوحدة الوطنية، أدّى اعتداء أورلاندو في نهاية الأسبوع إلى تعميق الهوة بين المرشحين الرئاسيين الأميركيين، الجمهوري دونالد ترامب والديمقراطية هيلاري كلينتون، مع تبادلهما الهجمات بشأن العبر والمقترحات. فمع بدء خطاب ألقاه ترامب، أول من أمس، في مانشستر، في ولاية نيوهمشر، سارع إلى مهاجمة الرئيس باراك أوباما وكلينتون، وعزا اعتداءات أورلاندو وسان برناردينو، في ديسمبر (كانون الأول)، إلى تراخي السلطات، وفتح الحدود باسم ما اعتبره «اللياقة السياسية». في المقابل، استحضرت كلينتون «روحية 12 سبتمبر (أيلول)»، وأجواء التضامن الوطني غداة اعتداءات 2001، مضيفة من دون ذكر ترامب «لا مكان للسياسة اليوم». إلا أنها في أثناء عرض خطّتها لمكافحة التهديدات الإرهابية وجهت انتقادات مبطنة إلى خصمها من دون ذكر اسمه، واستهدفت اقتراحه بإغلاق الحدود أمام المسلمين، أو مراقبة المجتمع المسلم في البلاد. كما أشارت إلى أن الولايات المتحدة «بلد الـ(نحن)، وليست بلد الـ(أنا)»، في تلميح جلّي إلى الملياردير الأميركي. كما أعادت فتح النقاش الحاد بشأن الأسلحة النارية، داعية إلى إعادة تطبيق حظر على الأسلحة الهجومية (شبه الأوتوماتيكية)، فيما اعتبر ترامب أن الخطر الإرهابي مرتبط مباشرة بالهجرة. وقال في خطاب مانشستر: «حين يتم انتخابي، سأعلق الهجرة الوافدة من مناطق في العالم لها ماض مثبت من الإرهاب ضد الولايات المتحدة أو أوروبا أو حلفائنا، إلى أن نفهم تماما كيفية وضع حد لهذه التهديدات». كما صرح سابقا على قناة «فوكس نيوز»: «يقودنا رجل إما أنه لا يتمتع بالكافي من الصلابة أو الذكاء، أو أنه يضمر مخططا آخر»، ملمحا إلى أن أوباما قد يتعاطف مع الآيديولوجية المتطرفة، ورد البيت الأبيض بالتأكيد أن التصريح لا يستحق تعليقا. وفي ديسمبر الماضي، بعد اعتداءات باريس وسان برناردينو، اقترح الملياردير إغلاق الحدود مؤقتا أمام المسلمين، وكذلك من دون معايير واضحة. وأضاف ترامب، أول من أمس، أنه «لا يمكن أن نستمر في السماح بدخول آلاف وآلاف من الأشخاص إلى بلادنا، يفكر كثيرون منهم كما يفكر هذا القاتل المتوحش»، في إشارة إلى مرتكب اعتداء أورلاندو عمر متين، متهما مسلمي الولايات المتحدة بعدم التعاون مع السلطات للكشف عن مشبوهين مثله. كما وجه الثري الجمهوري تحية إلى مجتمع المثليين، وقال «إنه هجوم على إرادة الأفراد في أن يعيشوا حياتهم كما يشاءون، وأن يحبّوا من يريدون، وأن يعبروا عن هويتهم». وأضاف: «لا يمكن لهيلاري كلينتون أن تدّعي صداقة المجتمع المثلي، طالما أنها تؤيد سياسة هجرة تجيز دخول متطرفين إلى البلاد». وعمر متين أميركي من أصل أفغاني بايع تنظيم داعش قبل ارتكاب مجزرته التي أودت بحياة 49 شخصا في ملهى للمثليين، نهاية الأسبوع الماضي. من جهتها، قالت كلينتون في خطاب، في كليفلاند، بولاية أوهايو، في أجواء سادها الصمت وغابت عنها أي مظاهر احتفالية انتخابية باستثناء أعلام أميركية: «قد يكون إرهابي أورلاندو مات، لكن الجرثومة التي سممت روحه لا تزال حية». وأضافت أن «التهديد ورم متنقل (...) بوصفي رئيسة، فإن كشف هويات الذئاب المنفردة واعتقالهم سيكونان أولوية كبيرة». وكما في ديسمبر الماضي، بعد اعتداءات باريس وسان برناردينو، أيدت كلينتون منع الأسلحة الهجومية من مسدسات وبنادق يستخدمها مرتكبو عمليات إطلاق النار. وقالت إن «الأسلحة النارية لا مكان لها في شوارعنا»، في جملة يتوقع أن تكررها في الأشهر التالية مرارا. لكن احتمالات إقرار الكونغرس قانونا يحظر هذه الأسلحة شبه معدومة، فيما ينوي الديمقراطيون جعل هذا الملف نقطة رئيسية في انتخابات نوفمبر (تشرين الثاني).

مشاركة :