حياة إيرانية مثلية ورفيقتها في بلد يجرم المثلية الجنسية

  • 6/14/2016
  • 00:00
  • 3
  • 0
  • 0
news-picture

Image copyright iStock بعد الهجوم المسلح الذي استهدف ملهى ليليا للمثليين يوم الأحد الماضي مما أسفر عن مقتل 49 شخصا في أورلاندو بولاية فلوريدا الأمريكية، نظمت وقفات تضامنية في الولايات المتحدة وبريطانيا وأماكن أخرى لدعم المثيليين في شتى أرجاء العالم. سارة شعرت أول مرة بحب تجاة امرأة وأنا في سن 11 أو 12 عاما. أخبرت ابنة عمي وكان رد فعلها صادما، ووصفتني بالفاجرة. لم أدرك وقتها أنها تهينني، لكنني عرفت بعد ذلك أنني إن أخبرت أحدا فسيسخر مني. أخبرت معلمتي الشخصية بأني أشعر نحوها بمشاعر خاصة ونصحتني وقتها بقراءة القرآن. تأكدت من مثليتي الجنسية عندما قابلت رفيقتي، مريم، منذ أربع سنوات. كنا نتبادل الدردشات عبر الإنترنت، وعندما ذهبت لأقابلها أول مرة وجدتها طالبة في المدرسة رقيقة وصغيرة الحجم، كنت معجبة بجمال تفكيرها وسألت نفسي "هل ستكون حقا رفيقتي؟" تستمع أمي لمحادثاتنا الهاتفية الحميمة. وأحيانا في الصباح تدخل علينا غرفة نومنا وتنظر إلى الوسادات وتقول "لماذا تنامان على مقربة من بعضكما كل ليلة؟" أو تقول إن السرير صغير جدا وينبغي لإحدانا أن تنام في مكان آخر. وتأتي إلى الغرفة بدون إنذار وتتأكد من أن الباب مفتوح دائما. كنت أسمع بكاءها وتضرعها لله كي يشفيني في منتصف الليل. إنه شعور صعب. كنت ساذجة، فبنات عمومتي كن يدعون الرفقاء في التجمعات الأسرية، وقلت إنني أستطيع أن أفعل ذلك. أصبحت أسرتي أكثر عدوانية خلال حفل عيد ميلاد ابنة عمي، إذ تجاهلوا جميعا وجود مريم. شعرت بإحراج كبير واضطررنا إلى المغادرة. إنهم يحبونني لكنهم يكرهونها، ولا أستطيع تحمل ذلك. أمر سخيف أن أضطر إلى تخبئة رفيقتي في دولاب الملابس عندما يحضر أعمامي إلى زيارتنا وقضاء ساعات. وعندما زارتنا عماتي فجأة، طلبت مني (مريم) أن تختبئ مرة أخرى حتى لا تراهن. أشفق أحيانا على والدتي المتدينة التي تقترب من سن السبعين. لا أستطيع أن أجادلها وأخشى ألا تطيق كل ذلك. كما أنني أؤمن بالله وأصلي كل يوم. وأحاول أن أعثر في متن القرآن على أي شيء يشير إلى أن المثلية الجنسية لا تتعارض مع الإسلام، لكنني لم أعثر على شيء ولا أستطيع أن أسأل أحدا من أئمة رجال الدين. في إحدى المرات وجهت إحدى المرشدات الاجتماعيات إهانة لي وقالت "لماذا لا تفهمين أن حتى البقر يستطيع التمييز ويعيش حياة جنسية طبيعية؟" وقالت لي إنني بذلك أخرق قانون الطبيعة. فكرت في أن خير وسيلة للتعامل مع الأمر هو التحول جنسيا. ففي إيران يعتبرالمتحول جنسيا حالة طبية من حيث التعامل معه، أما أن تكون مثليا فهو غير قانوني. وأحيانا يُنصح الناس بإجراء عمليات جراحية حتى لا "يقعون في براثن الخطيئة" نتيجة علاقاتهم المثلية. لن يقول الأطباء لك ذلك صراحة إذا اعتقدوا أنك في حاجة إلى إجراء عملية تحول جنسي. حضرت عشر جلسات مع مرشدة تدرس حالتي، ووضعوني على قائمة العمليات الجراحية، لكني لا أعتقد أنني سأتمكن من المضي قدما في ذلك. ربما أعتذر. علاوة على أن رفيقتي ستكرهني، بل وربما تتركني. ولا سبيل للعودة إلى ما كنت عليه إذا عدلت عن فكرتي. أعرف متحولين يعانون بعد العملية الجراحية من حالات اكتئاب ومشاكل نفسية. شاهدت سيدة في عيادة أجريت لها جراحة كي تتحول إلى رجل، (كان) يبكي ويتوسل لهم من أجل إجراء عملية جراحية عكسية، ويقول لهم إنه لا يطيق العيش في جسم رجل. شعرت وقتها برعب. مظهري يكشف عن بعض العضلات، كما أن شعري قصير وأرتدي البنطال الجينز وساعة رجالية. أحب القوة التي يتحلى بها الرجال وأحب أن أتصرف كرجل في علاقتي. أحيانا عندما أرى زوجين عاديين أشعر بضعف لأني لا أستطيع أن أحمي رفيقتي كما أريد. عندما نخرج معا تستوقفنا شرطة الآداب وتوجه لنا بعض الأسئلة. في إحدى المرات كنا معا في الحديث ونزعت حجاب رأسي. وجاء رجل وسأل إن كنت امرأة وقلت له "نعم". وطلب مني أن أذهب معه لكن عندما أبرزت بطاقة هوية من مركز متابعة المتحولين جنسيا، تركني وشأني. تسمح لي هذه البطاقة بارتياد الأماكن العامة بدون حجاب، ومغزى الفكرة هو السماح بتجربة العيش كرجل قبل إجراء العملية. تستطيع أن تشاهد الكثير من الشابات أمثالي في الشوارع حاليا، فقد أصبح الأمر أكثر هدوءا من سنوات عندما كنت أسير في شوارع طهران وكنت أشعر دائما بعدم الأمان. أخشى إن حدث واستوقفوني وفتشوا هاتفي المحمول وعثروا على صور أو شاهدوا رسائلي النصية مع رفيقتي، ربما يضعونني في السجن أو يصادرون جواز سفري أو حتى يعدمونني. أريد أن أتزوج رفيقتي، ربما يحدث ذلك ويكون بالإمكان إذا غادرنا طهران.أم سارة لا أعرف إن كان ذلك مرض أم ماذا. إنها خطيئة في الإسلام، إنها لا تتقبل مني ذلك، لكنه عمل غير صالح. عرفت مبكرا أن علاقتهما تجاوزت حدود الصداقة. صديقات ابنتي الأخريات جيدات، أعرفهن وأعرف خلفيات أسرهن، لكن هذه الفتاة غريبة كليا. لا أعرف كيف اجتمعا. كانا يخرجان معا وتعود ابنتي إلى المنزل في ساعة متأخرة، وتقول لي إن صديقتها صغيرة ولا تعرف كيف تعود إلى منزلها لذا اضطرت إلى أن ترافقها إلى محطة القطار. فكرت في أنه أفضل لهما أن يقيما معا في المنزل. فثمة خطورة عليهما في الخارج. المنزل أفضل لهما من التسكع في الحدائق أو حتى في الفنادق. كان ذلك هو سبب وجود هذه الفتاة في منزلي. لا أتدخل على الإطلاق، فهذه الفتاة تعيش هنا بحرية. لا تخرج من غرفتها عندما تكون ابنتي خارج المنزل. حتى أنهما يتناولان الطعام معا في غرفتهما. أعرف ما يحدث لكنني ألتزم الصمت. أحاول تجنبهما، أحاول أن أخرج من المنزل قدر الإمكان لأنني لا أريد أن أراهما. قضيت أوقاتا عصيبة لسنوات في هذا المنزل. ابنتي في حيرة من أمرها بيني وبين رفيقتها. أنا أكره هذه الفتاة، ومن أجل مصلحة ابنتي أحضرتها معها في منزلي. لو كانت صديقة عادية، لما كان لدي اعتراض. لا أريد لابنتي أن تكون وحيدة، ولمصلحتها أن تكون لديها صديقة قريبة منها. فلو كانا أصدقاء عاديين لطلبت منها أن تقيم معها طول العمر. لكنني أعرف أن هذه الفتاة وقحة ومجردة من الحياء. إنها لعوب ولا تتحلى بالأخلاق طوال الوقت. إنها تفسد ابنتي، إنها تستغل سارة وتنفق أموالها. إنهما يتصرفان كعشاق ويشتريان أشياء لبعضهما. أنا لطيفة مع هذه الفتاة، أعطيها نصحية الأم وطلبت منها أن تعثر على زوج لكنها قالت لابنتي وازعجتها. ابنتي وحيدة جدا، وأتصور أنني لو طلبت من هذه الفتاة أن تغادر، فذلك قد يفطر قلب ابنتي حزنا. أخشى فعلا أن أقول أي شيء، وإن طردت هذه الفتاة، فذلك قد يدفع ابنتي إلى أن تلحق ضررا بنفسها، وسأندم على ذلك طوال حياتي. ربما تحرق المنزل، سبق وهددتني بذلك. أخشى أن تفعل شيئا يضرها، لذا التزم الهدوء. أكره الحديث عنها. فلو كان لدي شقيق لسارة أو كان والدها على قيد الحياة، لما تجرأت هذه الفتاة على أن تأتي وترافق ابنتي بهذه الطريقة. سألت ذات مرة تلك الفتاة: "ما خاتم الزواج هذا الذي ترتدينه؟ انزعيه حتى يتقدم لخطبتك شاب!" فردت قائلة "لن أتزوج حتى تتزوج ابنتك!" أريد شخصا يتحدث إلى ابنتي، وأن يجعلها تفكر في المستقبل، سيتقدم بها العمر دون زواج أو إنجاب أطفال. هذه الفتاة لن تبقى مع ابنتي، ستتركها وستتزوج رجلا. ابنتي حالة استثنائية. إنها لطيفة وذكية ـ أقول لها دائما إنها بلا عيوب باستثناء هذا الشيء. لا أعرف ماذا أفعل. لست سعيدة بأن أتركهما بحريتهما ليلة في المنزل، ناهيك عن خروجهما معا. لا أجد حلا، لا أعرف كيف أنقذ حياة ابنتي.

مشاركة :