قال إيجور سيتشن الرئيس التنفيذي لـ"روسنفت" كبرى شركات إنتاج النفط الروسية وأهم الرؤساء التنفيذيين في قطاع الطاقة في مقابلة إنه يتوقع أن يشتد الصراع على الحصة السوقية في سوق الطاقة العالمية. وبحسب "رويترز"، فقد تساءل سيتشن في مقابلة أجرتها معه صحيفة (إل سولي 24) ونشرت أمس عن الأساس المنطقي لتخطيط روسيا لبيع 20 في المائة تقريبا من أسهم روسنفت في إطار مخطط خصخصة أوسع نطاقا وذكر أن سعر سهم الشركة لا يتناسب مع عواملها الأساسية. ونقلت الصحيفة عن سيتشن قوله إن التحدي الرئيسي لقطاع الطاقة الروسي هو الزيادة الحادة في المنافسة بأسواق الطاقة العالمية، ومستقبلا نتوقع منافسة شرسة للحفاظ على الحصة في الأسواق التقليدية ولزيادة الحصة في أسواق الطاقة الجديدة. وذكر سيتشن أن السوق العالمية قد تواجه نقصا في النفط خلال فترة ما بين ثلاثة وخمسة أعوام وقد يحتاج المنتجون إلى توقيع اتفاق لتقاسم زيادة الإنتاج واستخدام المخزونات الاستراتيجية، وستصل السوق لتوازنها أسرع مما توقع المحللون. وقال سيتشين: من يعلم، ربما بعد ثلاث إلى خمس سنوات ستتجه السوق العالمية لبحث اتفاق لزيادة الإنتاج بهدف سد الثغرة في معروض النفط، التي نتجت من هبوط الإنتاج وتراجع الاستثمارات في حقول النفط، وذلك بدلا من التفاوض على تجميد مستويات الإنتاج. وأضاف سيتشين أن المحللون يتوقعون أن متوسط سعر برميل النفط في عام 2016 سيكون عند 40-45 دولارا للبرميل، وأن الطلب على النفط سيستمر في النمو، في الوقت الذي سيتراجع فيه الإنتاج، ما يعني أننا مقبلون على فترة ارتفاع الأسعار بشكل مستقر، التي ستؤمن جدوى الاستثمارات في المشاريع الجديد. كما لفت سيتشين خلال المقابلة إلى أن الدول المنتجة للنفط بحثت لفترة طويلة مسألة تجميد مستويات إنتاج الخام بهدف تحقيق استقرار في أسواق النفط، وكان منتجو النفط من داخل منظمة الدول المصدر للنفط "أوبك" ومن خارجها كروسيا تعثروا خلال اجتماع في العاصمة القطرية الدوحة، في نيسان (أبريل) الماضي في التوصل إلى اتفاق حول تجميد الإنتاج لدعم الأسعار المتهاوية. وذكرت وكالة الطاقة الدولية أن الطلب العالمي على النفط يرتفع بشكل ثابت بفضل النمو الاقتصادي، كما أن الإمدادات تنخفض بسبب الخفض المتوقع للإنتاج بسبب حرائق الغابات في كندا وهجمات المتمردين في نيجيريا، إضافة إلى انخفاض إنتاج النفط الصخري، وأدت هذه العوامل إلى ارتفاع أسعار النفط فوق 50 دولارا بعد أن كادت الإمدادات تساوي الطلب، وهي عملية توازن تتوقع الوكالة أن تكتمل في النصف الثاني من هذا العام. وقال سيتشين إن روسيا بمقدورها تجاوز فترة الأسعار المتدنية في السوق بسهولة، نظرا لتكلفة الإنتاج المنخفضة نسبيا إذا ما قورنت بغيرها من المنتجين في العالم، ومن حيث التكاليف فإن إنتاج النفط في روسيا لا يزال واحدا من الأكثر جدوى في العالم، لافتا إلى أن تكاليف التشغيل لدى "روس نفط" على سبيل المثال تبلغ نحو 2.1 دولار لبرميل النفط. وأوضح سيتشين أن وجود قاعدة موارد قوية، ومشاريع طويلة الأجل تساعد روسيا على تجاوز فترة الأسعار المتدنية، حيث ليس لهبوط الأسعار تأثير حاسم على المشاريع، على خلاف ما حدث لمشاريع النفط الصخري. وذلك مدعوم أيضا بمستويات ديون منخفضة، التي تساعد على تأمين الاستقرار في قطاع النفطي الروسي. وحول رأيه في خطط الدولة ببيع نحو 20 في المائة من "روسنفت"، أكد سيتشن أنه في ظل تأثير انخفاض أسعار النفط والعقوبات الدولية المفروضة على روسيا بسبب الأزمة الأوكرانية على سعر سهم الشركة، فهناك حاجة إلى التفكير في خيارات أوسع نطاقا، ونعتقد أن من الحكمة التفكير في خيارات مختلفة تشمل دعوة مستثمر استراتيجي في ظل الأوضاع الصعبة الراهنة، ولم يستبعد سيتشن احتمال مشاركة شركة إيني الإيطالية في مشروعات منبع في روسيا.
مشاركة :