الانسحاب من الاتحاد الأوروبي قد يخفض الميزانية البريطانية 44 مليار دولار

  • 6/16/2016
  • 00:00
  • 6
  • 0
  • 0
news-picture

حذر وزير المالية البريطاني جورج أوزبورن من أن التصويت على خروج بلاده من الاتحاد الأوروبي يمكن أن يجبر الحكومة على إجراء خفض هائل في النفقات لتغطية "ثقب أسود" بقيمة 30 مليار جنيه استرليني (44 مليار دولار) في الميزانية. وبحسب "الألمانية"، فقد ذكر أوزبورن في رسالة نشرت في صحيفة التايمز ووقع عليها أيضا وزير المالية السابق المنتمي لحزب العمال أليستير دارلينج أن الحكومة يمكن أن تضطر لزيادة الضرائب وخفض النفقات في قطاع الصحة الوطني في ميزانية طارئة. وجاء في رسالة أوزبورن ودارلينج أن التصويت لمصلحة خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي سيتسبب في هزة اقتصادية قوية تضر بالاقتصاد ويمكن أن تعيد بريطانيا إلى الركود، وذكر أوزبورن ودارلينج أنه سيتحتم على أي وزير مالية في هذا الموقف السعي إلى إعادة الاستقرار إلى الأموال العامة- وهذا سيعني الحاجة إلى ميزانية طوارئ ستتم فيها زيادة الضرائب وخفض النفقات. وأظهرت استطلاعات الرأي التي أجريت أخيرا تقدم نسبة التأييد لخروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي على نسبة الراغبين في البقاء داخله في الاستفتاء الذي سيجرى في 23 حزيران (يونيو)، وحصلت الحملة للخروج من الاتحاد الأوروبي على دفعة كبيرة أمس الأول عندما نشرت صحيفة "صن" الأكثر مبيعا مقالا في الصفحة الأولى يحث الشعب على التصويت للخروج من التكتل الأوروبي. وأعلن فريق بحثي تابع لمؤسسة بنك "جي.بي.مورجان" أن تحليلا لنتائج عدة استطلاعات رأي لاستفتاء مرتقب بشأن عضوية بريطانيا كشف تقدم المعسكر المؤيد للخروج الأوروبي، وقد اعتمد الباحثون في البنك الأمريكي في حساباتهم على استطلاعات أجرتها مؤسسات "كومريس" و"تي.ان.إس" و"بي.إم.جي". من جانبها ذكرت "بي.إم.جي" أن الأرقام التي استخدمت في تحليل "جي.بي.مورجان" غير صحيحة وناتجة عن بيانات مزيفة. وأمام احتمال خروج بريطانيا يتواصل القلق في أسواق المال قبل ثمانية أيام على الاستفتاء المرتقب، وقال ألكسندر براديز المحلل لدى "إي جي فرانس" إنه في كل مرة ينشر استطلاع لمصلحة المغادرة أو تسري شائعة تشهد السوق تراجعا مشيرا إلى ارتياب إزاء أوروبا بين المستثمرين. ويتعرض الجنيه الاسترليني خصوصا لضغوط في أسواق الصرف، وتلقي الاستطلاعات الأخيرة بمزيد من الثقل، وأكدت مصادر في معسكر البقاء أن حالة من الهلع تسود أوساط الحملة حتى وإن كان المتحدث باسم حملة "بريطانيا أقوى في أوروبا" سعى إلى التقليل من شأن نتائج الاستطلاعات. وقال جيمي ماجوري: "لن أعير الكثير من الاهتمام للاستطلاعات، إنها تصعد وتهبط ونعرف أنها كانت كلها على خطأ السنة الماضية بالنسبة للانتخابات التشريعية"، وحتى وإن لم يكن مفاجئا، فإن انضمام صحيفة "ذي صن" إلى حملة المغادرة يمثل ضربة قاسية لمؤيدي الاتحاد الأوروبي. وخرجت الصحيفة التي يقرأها 4.5 مليون شخص وعلى صفحتها الأولى عنوان "بيليف إن بريتين" (ثقوا ببريطانيا) في لعب على الكلمات باستخدام كلمة "ليف" وتعني المغادرة، ودعت الصحيفة التي يملكها قطب الإعلام الأسترالي الأمريكي روبرت مردوخ الجميع إلى التصويت من أجل المغادرة، وكتبت الصحيفة أن مصير بريطانيا سيكون "أكثر سوادا" داخل الاتحاد الذي يضم 28 دولة ورأت في مغادرة البلاد فرصة لتأكيد سيادتها المنتهكة في ظل "دكتاتورية بروكسل". وسعيا إلى قلب هذا التوجه بادر مؤيدو البقاء بحملة جديدة مع تنظيم تجمع في مقر نقابة العمال الكبرى، ودافع جيريمي كوربن زعيم حزب العمال عن عمل النقابات في أوروبا من أجل توفير ظروف عمل أفضل وإجازات أطول وإجازات أمومة وأبوة وظروفا أقل تمييزا، وفي بيان مشترك حذر مسؤولون كبار في حزب العمال من عواقب الخروج من الاتحاد الأوروبي قد تكلف بحسبهم 525 ألف وظيفة، مشيرين إلى أن الصدمة التي ستصيب اقتصادنا قد تسبب ثقبا أسود بقيمة 40 مليار جنيه استرليني في ماليتنا العامة.

مشاركة :