تختلف طقوس الاهتمام بالمائدة والمأكولات بين فصل وآخر، إلا أن وتيرة هذا الاهتمام ترتفع بشكل لافت خلال شهر رمضان الكريم. وبعيداً عن عديد وتنوّع الأطعمة ووجبات الإفطار الدسمة، تتجه أنظار الصائمين إلى الحلوى التي تتسيّد الجلسات الرمضانية طيلة «شهر الخير». وتجتهد شركات الحلويات في توفير جميع ومختلف أنواع الحلويات العربية والغربية، وهي تجهد لإرضاء رغبات الجنسيات المختلفة المقيمة في البلاد (وما أكثرها). وعلى غرار السلع والمواد الغذائية الأخرى، تنال أسعار الحلويات حصتها من الارتفاع، مدفوعة بارتفاع أسعار المواد الأولية المستخدمة في تصنيعها، خصوصا المكسرات التي زادت أسعارها ما بين 5 إلى 15 في المئة. «الراي» استطلعت عينة من شركات تصنيع الحلويات بمختلف أصنافها، بهدف الوقوف على ما يشهد هذا القطاع من عرض وطلب وتغييرات خلال شهر رمضان تحديداً. العاسمي يقول الشريك المدير العام في شركة حلويات الفارس، يوسف مرعي العاسمي، إن الطلب على الحلويات خلال شهر رمضان يزداد خمسة وربما 7 أضعاف تقريباً، مقارنة بالأيام العادية الأخرى، وذلك نظراً لإقبال الناس على تناول الحلويات بعد وجبة الإفطار، وهي عادة تتجدد كل عام في رمضان بعد صيام يوم طويل. ويضيف أن هناك أصنافاً عديدة يزداد الطلب عليها أيضا في هذا الشهر، خصوصا الحلويات العربية، مثل القطايف وحلاوة الجبن وعش السرايا والكنافة بمختلف أنواعها، كاشفا عن نوع جديد من الحلويات من فصيلة الكنافة، وهي «كنافة البوظة» التي تشتهر وتنفرد به شركة الفارس، إلى جانب أنواع أخرى من الحلويات تلقى رواجاً في رمضان، خصوصاً من قبل المواطنين وبعض المقيمين مثل الزلابية وبلح الشام إلى جانب البوظة العربية التي تستهوي الكويتيين أكثر من المقيمين. وعن طبيعة زبائن الشركة، يشير العاسمي الى أن الزبائن مختلطين لكن الأغلب هم من المقيمين، كون محلات الشركة وفروعها تقع في مناطق يكثر فيها المقيمون إلى جانب الكويتيين. وبالنسبة إلى الأسعار، يؤكد يوسف العاسمي أنها زادت بين 10 الى 15 في المئة في رمضان، وعزا ذلك الى زيادة أسعار المواد التي تستخدمها الشركة في صناعة الحلويات، خصوصا المكسرات التي زادت أسعارها قبل أيام من بدء شهر رمضان، وهو أمر لابد أن ينعكس ارتفاعا بالنسبة ذاتها على أسعار الحلويات. عاشور من جهته، يشير أبو زيد محمد عاشور وهو مدير فرع شركة حلويات الرملاوي في السالمية إلى ازدياد الطلب بشكل كبير وغير مسبوق على الحلويات خلال رمضان، لافتاً إلى أن هذه الزيادة طالت جميع أنواع الحلويات تقريباً، كونها تلبي رغبات الكويتيين وجنسيات المقيمين خصوصاً من المقيمين العرب. ويؤكد أيضا ارتفاع أسعار بعض المواد المستخدمة في صناعة الحلويات مثل البندق والفستق الحلبي والكاجو واللوز والمكسرات بشكل عام، مبيناً أن هذه الزيادة انعكست بدورها على أسعار الحلويات التي زادت نحو 5 في المئة. ويقول عاشور ان شركته تشتهر بالحلويات العربية، خصوصا المصرية، وتركز خلال شهر رمضان على توفير الأصناف التي يزداد عليها الطلب في مثل هذه الأيام، خصوصا كعك العيد والغريبة والبسبوسة وبلح الشام واللقيمات إلى جانب الحلويات العثملية. ويضيف أن أكثر الطلبات التي يتلقاها على الحلويات تأتي من المقيمين بدرجة أولى، ثم يأتي الكويتيون في الدرجة الثانية، مشيراً إلى أن التنويع في صناعة الحلويات في رمضان يلبي احتياجات مختلف رغبات الصائمين.
مشاركة :