بعد 29 يوماً على تحطم طائرة مصر للطيران، تمّ تحديد موقع بعض الحطام وتصويره، إلّا أنّ البحث يستمر عن الصندوقين الأسودين اللذين يمكنهما المساهمة في كشف أسباب الكارثة. وقال مصدر مقرب من التحقيق طالباً عدم الإفصاح عن اسمه، إنّ ما تمّ العثور عليه حتى الآن هو أجزاء صغيرة من جسم الطائرة، بعد أن تمكن الروبوت الذي يعمل تحت الماء من رصدها مساء أول من أمس أثناء عملية التمشيط التي يقوم بها ليل نهار منذ عدة أيام في نطاق محدّد، إلّا أنّه لم يتم بعد تحديد موقع الصندوقين الأسودين وسيستمر تمشيط قاع البحر حتى العثور عليهما. وأكّدت شركة ايرباص الفرنسية لصناعة الطائرات في بيان صباح أمس، أنّ الصندوقين الأسودين وحدهما بإمكانهما المساعدة في فهم كامل لتسلسل الأحداث التي أدت إلى هذا الحادث المأساوي، معزّزة بذلك ما قاله المحققون المصريون مساء الأربعاء أنّ الروبوت رصد وصور أجزاء من حطام الطائرة. ويجري البحث في نطاق محدد على بعد قرابة 290 كيلومتراً شمال سواحل مصر بين هذه السواحل وجزيرة كريت اليونانية. ويقول المحققون إن أعماق البحر في هذه المنطقة تصل إلى ثلاثة آلاف متر بحد أقصى. وأوضح المصدر المقرب من التحقيق، أنّ الروبوت المجهز لتصوير أعماق البحار وانتشال أشياء صغيرة غاطسة حتى ستة آلاف متر تحت سطح البحر، يمكنه بالتأكيد البدء في رفع الأجزاء الصغيرة من الحطام، ولكنه سيواصل عمليات تمشيط القاع وسيتطلب الأمر بضعة أيام إضافية لتحديد مكان الصندوقين الأسودين بدقة. ويتولى توجيه الروبوت الغاطس عن بعد أفراد طاقم السفينة جون ليثبريدج التابعة لشركة ديب اوشون سيرش دي.او.اس ومقرها موريشيوس وهي متخصصة في البحث عن الحطام على أعماق كبيرة للغاية. وأكّدت شركة ايرباص في بيانها أنّ الصور الأولى للحطام التي التقطها الروبوت لا تتيح التوصل إلى أي سيناريو محدد بشأن الحادث. وفيما سيتوقف الصندوقان الأسودان عن إصدار إشارات في 24 يونيو الجاري بحسب المحققين، إلّا أنّ تجهيزات السفينة جون ليثبريدج ستتيح بشكل شبه مؤكّد العثور على الصندوقين وانتشالهما حتى لو توقفا عن إصدار أي إشارات، وفق المصدر المقرب من التحقيق.
مشاركة :