أبدت أسواق المال ومؤشرات البورصات العالمية ردود فعل فورية سلبية على قرار مجلس الاحتياطي الاتحادي البنك المركزي الأميركي أول من امس، ونظيريه الياباني والسويسري أمس أسعار الفائدة من دون تغيير، وشهدت تراجعات إلى مستويات متدنية. ففي طوكيو نزلت أسعار الأسهم اليابانية إلى أدنى مستوياتها في أربعة أشهر أمس مع إبقاء بنك اليابان المركزي على سياسته النقدية دون تغيير وتبني المركزي الأميركي نهجا حذرا عزز قوة الين إلى جانب المخاوف من الخروج المحتمل لبريطانيا من الاتحاد الأوروبي. وهبط مؤشر نيكاي القياسي 3.1 % ليغلق عند 15434.14 نقطة مسجلا أدنى مستوى له منذ منتصف أبريل الماضي. وهذه هي المرة السادسة التي ينخفض فيها المؤشر بأكثر من 3 % في الربع الحالي. وحتى منتصف 2015 كان الهبوط أكثر من 3 % نادرا. ونزل مؤشر توبكس الأوسع نطاقا 2.8 % إلى 1241.56 نقطة مسجلا أدنى مستوياته منذ منتصف فبراير الماضي. وأحجم بنك اليابان المركزي عن اتخاذ المزيد من إجراءات التحفيز. ورغم أن هذه النتيجة كانت متوقعة على نطاق واسع كانت هناك بعض التكهنات بالتيسير بسبب هشاشة الاقتصاد الياباني وتاريخ محافظ البنك هاروهيكو كورودا في اتخاذ قرارات مفاجئة للأسواق. وكانت أسهم الشركات العقارية اليابانية هي الأكثر تضررا مع إقبال مجموعة من المتعاملين في السوق على بيعها بعد شرائها في وقت سابق أملا في تيسير البنك المركزي للسياسة النقدية. وهبط المؤشر الفرعي لأسهم الشركات العقارية 4.2 % مع نزول سهم ميتسوي فودوسان 4.6 بالمئة. كما تضررت أسهم الشركات المصدرة كثيرا مع صعود الين إلى 104 ينات للدولار مسجلا أعلى مستوياته في نحو عامين. وخسر سهم باناسونيك 3.9 % بينما انخفض سهم هيتاشي 3.6 % ونزل سهم تويوتا 3.3 % وفانوك 1.8 %. مخاوف في أوروبا كما هبطت الأسهم الأوروبية أمس مع اتجاه المؤشرات الرئيسية في المنطقة لتسجيل أدنى مستوى في نحو أربعة أشهر بسبب مخاوف تتعلق بالاستفتاء الذي ستجريه بريطانيا الأسبوع المقبل على عضويتها في الاتحاد الأوروبي. وهبط مؤشر ستوكس 600 بنسبة 1.4 % في حين تراجع مؤشر يوروفرست 300 للأسهم الأوروبية 1.3 %واقترب المؤشران من أدنى مستوى لهما في أربعة أشهر. وسجل سهما بنك يو.بي.إس وكريدي سويس أداء ضعيفا لينخفضا أكثر من 2 % بعد إعلان البنك الوطني السويسري المركزي أن البنكين سيحتاجان على الأرجح لجمع رأس مال إضافي بقيمة عشرة مليارات فرنك سويسري (10.4 مليارات دولار) لسد متطلبات دعم جديدة. كما اقتفت الأسهم الأوروبية أثر الخسائر التي جرى تسجيلها في أسواق الولايات المتحدة وآسيا. تراجع الأميركية وتراجعت الأسهم الأميركية أول من أمس بعدما خفض مجلس الاحتياطي الاتحادي توقعاته للنمو الاقتصادي ولمح إلى أنه ما زال يخطط لرفع أسعار الفائدة مرتين خلال العام الجاري على الرغم من أن المجلس استبعد رفع سعر الفائدة بشكل فوري. وأقرت جانيت يلين رئيسة المجلس بأن الخروج المحتمل لبريطانيا من الاتحاد الأوروبي هو أحد عوامل اتخاذ أحدث قرار بخصوص سعر الفائدة قائلة إن استفتاء يوم 23 يونيو سيكون له آثار على الأوضاع الاقتصادية والمالية في الأسواق العالمية. وهبطت الأسهم الآسيوية أيضا بعد إحجام بنك اليابان المركزي عن اتخاذ المزيد من إجراءات التحفيز.
مشاركة :